محمد المنيف
نعم هنيئاً للأجيال الشابة في وطننا الحبيب ولكل مبدع في مجالات الثقافة والفنون بما يتحقق لهم من مبادرات بعضها لم يكن ليكون إلا بتوفيق الله ثم من يقف خلفها وبما هيئ من دعم مادي وتخطيط مبني على بعد نظر، وفي مقدمتها برنامج الابتعاث الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة وما سينتج عنه من تغيير لوجه الثقافة والفنون نحو حال جديدة وجيل مسلح بالعلم والمعرفة والرقي في فهم دوره في بناء جسد ثقافي قوي البنية، فلا ثقافة أو فنون ناجحة دون مؤهلات تجمع التخصص العلمي بالهوية الوطنية.
لقد كان الابتعاث من أكثر أحلام أجيال مضت طالب به الكثير لتطوير قدراتهم ومواهبهم ليأتي برنامج الوزارة هدية غالية يستحقها كل مبدع يتم اختياره وترشيحه بمعايير تضمن له النجاح ومواصلة المسير والعودة إلى الوطن محملاً بالخبرات والمعارف يضيف بها جديداً ويضفي على فنون وثقافة الوطن ما يستحقها من سبل المنافسة وتحقيق الحضور المحلي والدولي.
كما أن التهنئة تشمل ما يحدث للشباب من اهتمام بفنونهم وإبداعاتهم المعاصرة التي تتناسب مع متطلبات المرحلة وتحتاجه للتوازي أو التسابق مع ما يحدث في الفنون في العالم، بأعمال مطعمة ومطرزة بالموروث البيئي والاجتماعي والقيم والعالية الهامة.
لقد كانت فروع الثقافة تفتقر لجانب التخصص العلمي في مجالاتها المتعددة التي جاءت في الإعلان سمو وزير الثقافة وهي علم الآثار والمتاحف والموسيقى والمسرح وصناعة الأفلام والآداب والفنون البصرية إلى آخر المنظومة، حيث إن ما كان يقدم من تلك التخصصات غالبيته إن لم يكن كله دون مؤهلات بقدر ما كان اجتهادات من المبدعين في تطوير مجالاتهم محققين أفضل النتائج فكيف إذا كانت مدعمة بالدراسة.
إذاً لنا الحق أن نهنئ شباب الوطن بهذا البرنامج المهم والفاعل في تكوين الثقافة وبناء الثقة في من تم تأهيلهم للأخذ بثقافة وفنون الوطن ونقلها إلى العالم بمعاييرها الحقيقية بعيداً عن الاجتهاد، مع ما نؤمله من الابتعاث لدراسة النقد لكل تلك الفروع للتوازي الجهود من إبداع إلى تقييم وتقويم مسار.