ميسون أبو بكر
الصحراء وطن لأهلها، متعة لعابريها، مفازة ومعرفة لقاصديها، قال عنها جان لويس بوركهارت إنها الاعتزاز والحرية والضيافة ورهافة النفس، وقد تذكرت كلماته ونحن في ضيافة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل وفي الطريق للصياهد بدء من أول الطريق إلى منتهاها.
شغفي بالصحراء التي تمتد على خارطة القلب بكل شعرائها وتاريخها وحكايا الناجين منها الشغوفين بها تجعل من شهادتي شهادة شعرية وحسية أكثر منها توثيقية، فأنا التي تطوقني الريح كما قلادة ذهبية على جيدي، وتلفني الصحراء بفروتها كما رداء فخر وتعويذة حب وسفر عشق، فلم أكن لأتردد بقبولي دعوة اللجنة الإعلامية للمهرجان الذي سمعنا عنه كثيرًا وتتبعنا الذاهبين إليه على سناباتهم ومواقع التواصل الاجتماعي، فإنسان هذه الأرض يأبى إلا أن يكون جزءًا من مكوناتها، متوحدًا معها عاشقًا لتفاصيلها، وفكرة المهرجان وتوجه القائمين عليه هي جهود حثيثة لتوثيق علاقة الجيل الحالي بتراثه وثقافة مجتمعه وأصالة هذه الأرض الطيبة، كما هي مواكبة لرؤية هذه البلاد في تقديم ماضي المملكة جنبًا إلى جنب مع حاضرها المشرف.
شمل المهرجان عددًا من الفعاليات والمبادرات التي ترتبط بثقافتي الإبل والصحراء، ونشطت كل الفنون الممكنة لتحقيق أهدافه ومسابقات المزاين والهجن، وتعرفنا عن قرب لحياة مالكي الإبل، وجنون العمليات التجميلية التي نشطت مؤخرًا للفوز بمزاين الإبل.
برودة الجو ورياح الصحراء القوية ومسافة ما يزيد عن 100 كيلو إلى رماح موقع المهرجان لم تكن عائقًا لزيارة المهرجان أو للعاملين في لجانه المختلفة من التواجد والاهتمام بالزوار، وحرص رجال الأمن وتواجدهم في نقاط متقاربة تشعر الزائر أنه محاط بالأمن والأمان في كل خطوة يخطوها.
فكرة بوليفارد الصياهد فكرة رائعة لعرض منتوجات الأسر المنتجة ونتاج المنطقة ومتعة التسوق أيضًا.
عدنا وقد حل ليل نجد الآسر، رفيقنا البدر الذي كان يلوح لنا من عليائه، وترنيمة الربابة التي استمتعنا بألحانها وكرم الداعين، تأسرنا ضيافتهم ونارهم التي اتقدت لتنضج عشاءنا الفاخر وتمنحنا الدفء الذي تغلب على برد الصحراء القارص.
كلمة حق تُقال عن عراب المهرجان الشيخ فهد الحثلين.. حيث أسهم في نقل هذا الموروث العظيم للجزيرة العربية ونقله للعالمية..
والذي ترأس المنظمة الدولية للإبل التي ترأستها المملكة العام الماضي والتي ضمت أكثر من أربعين دولة كما أخبرنا عضو مجلس إدارة نادي الإبل الأستاذ فوزان الماضي، وقد استهدفت مسابقة «القعود قعودك إذا طرحته» لتكون مسابقة عالمية تضاهي مصارعة الثيران وسفك الدماء والموت المتسبب منها، لتكون صبغة عالمية للتراث السعودي الذي نباهي به العالم.
شكرًا للإعلامي صانع المحتوى الإنسان هاني الشحيتان ولرئيس اللجنة الإعلامية بالمهرجان الذي حرص على الاجتماع بوفد الإعلاميات وكاتبات الرأي والحاضرات الأستاذ سلطان السريع وللعقيد فهد الحريص القائد الميداني للمهرجان، كما لكل زملاء المهنة الأعزاء الذين كان المهرجان فرصة للالتقاء بهم ولصديقات الرحلة اللاتي جملنها وصغن رحلة فرح وبهجة نقلنها عبر تغريداتهن إلى فضاء تويتر والمتابعين الكرام.