العقيد م. محمد بن فراج الشهري
منذ أن وصل الخميني إلى طهران وحتى يومنا هذا، وإيران لا تسلك مسالك الخير أبداً لا مع جيرانها ولا مع الدول كافة.. الطغمة الحاكمة في هذا البلد جعلته بلداً مكروهاً لا يحب ذكره الكثير في بقاع المعمورة.. والسبب يعود إلى الجهل المطبق على حكومته وسياستها الغريبة والفريدة في مسالك السوء.. الشعب الإيراني يعيش أسوأ سنواته مع هذا الحكم الهمجي الذي يواصل قمع الشعب بكل ما أوتي من قوة.. لم يمر عام على الإيرانيين دون الخروج إلى الميادين متظاهرين بسبب سوء الأحوال والفقر والقهر والاستعباد وصرف أموال وموارد الدولة على الإرهاب وعملاء إيران الذين هم من نفس الفصيلة الحاكمة ومن روادها.
إيران بحكومتها الهمجية لم تتورع عن الدخول في مؤامرات وانتهاكات لحقوق الإنسان والبشرية بشكل أشمل قتلت الآلاف بل مئات الآلاف وصلبتهم في شوارع طهران وغيرها من المدن دون اكتراث بأيّ وازع إنساني أو ديني، ضاربة بكل وسائل الرحمة عرض الحائط.. طغمة حاكمة لا تؤمن إلا بالقتل وسفك الدماء وزعزعة الاستقرار، والأمن، والسلم العالمي، ساهمت في تشتيت وتمزيق أواصر الشعب العراقي وأفسدت عليه حياته ونكدت على أبنائه وأحرقت ثرواته وتغلغلت في مفاصله وتسببت في كل ما يجري للعراق من مشاكل؛ وكذلك الحال بلبنان الذي زرعت فيه حزب الشيطان يعبث بأمنه وحكومته وشعبه، وكذلك الحال في سوريا التي قتل فيها سليماني وحده مئات الآلاف وشرد مثلهم، وهجرّهم من ديارهم وأحل الإيرانيين مكانهم.. ثم اليمن الذي أنهك شعبه بدعمه المتواصل لجماعة الحوثي التي جعلها أيضاً تتخلى عن زيديتها وتركع لسطوة الشيطان الإيراني وعمائم (قم) وتكون شوكة في حلق كل يمني، تفسد في اليمن وتعبث، وتقتل، وتسلب وتدمي كل قلب يمني، لم يسلم من شرها لا نساء ولا أطفال ولا شيوخ.. كل ذلك بفضل الحيّة الإيرانية التي تنفث سمها في كل مكان، وفي أجساد الشعب العربي في كل مكان.. والخميني لم يأتِ بخير ولا من خلفوه من نفس الفصيلة؛ عودته لإيران كانت الطريق لحكم، وحكام لا يعرفون من السياسة ولا الدبلوماسية ولا العلوم إلا أسماءها.. عمائم متخلفة وجاهلة ابتلي الشعب الإيراني بها.. طوال السنوات الماضية وحتى الآن، وفي هذه الأيام وبعد مقتل السفاح الكبير سليماني تتوالى المصائب على الشعب الإيراني وآخرها نكبة استهداف الطائرة الأوكرانية في حادثة شنيعة وبشعة، لا يقوم بها إلا جهلة وعميان لا يفرقون بين طائرة مدنية وطائرة حربية، واضحة كل الوضوح أنها طائرة مدنية.. ويا له من عار ارتكبته إيران بحق الإنسانية وبحق كل الشعوب.. يا لها من حادثة لن يطويها التاريخ، بل ستبقى وصمة عار في كل جبين إيراني بالإضافة إلى ما تسببت فيه جنازة السفاح سليماني من موتى بالمئات والذي لم يسلم منه العالم حياً وميتاً.