فوزية الشهري
في الفترة الماضية أُقيم مؤتمر علمي عن الإدارة التربوية في مدينة الشارقة. وقد كان ملتقى علميًّا متخصصًا، وفرصة علمية للالتقاء بين الباحثين على اختلاف مستوى خبراتهم وعمقه. وكان ملتقى خبرات متنوعة من دولنا العربية، وعبر مؤسساتها التعليمية المتخصصة. مشاركتي بالمؤتمر تجربة إثرائية كبيرة، ومكسب لعلاقات علمية وعملية واسعة ومثمرة.
وللمؤتمرات العلمية فوائد، لا يمكن حصرها وقياسها، رغم قِصَر مدتها؛ فهي لا تزيد على بضعة أيام، لكن يسبق تلك الأيام شهور من التحضير لها، وكثير من الجهد المبذول، لكن يتلاشى كل ذلك مع إدراك وتعداد الفوائد المكتسبة من حضوره. أين ستجد مناسبة أفضل من حضور مؤتمر علمي لتجد مَن يشترك معك في الفكر والقضية؟ وقد ثبت أن أكثر من 70 % من حلول المشاكل العلمية والصناعية تنبثق عبر التفاعل بالمؤتمرات واللقاءات العلمية، عبر النقاشات الجانبية بين الباحثين، وتبادل عصارة التجارب والخبرات.
لفت نظري في المؤتمر -وهو أمر ملاحَظ- أن السعوديين يمثلون أكثر من 95 % من المشاركين، سواء بأوراق بحثية أو حضور.
مثل هذا الإقبال كان يجب أن يكون فرصة لا تفوت، سواء للمستثمرين أو الجامعات بالداخل؛ فنحن من ينعش المؤتمرات في دول الجوار بحضورنا ومشاركاتنا؛ فلماذا لا يكون لنا السبق في تنظيمها؟
إن قلة المؤتمرات الداخلية، والمعوقات التي تقف عقبة أخرى أمام من يريد المشاركة، يجب أن تُذلل، ونفتح المجال لإقامة مؤتمرات علمية قوية، تنافس المستويات العالمية، وتكون بشراكة بين الجامعات والسياحة والمستثمرين، وتكون بجودة عالية حتى نصل بها لجذب المشاركين داخليًّا وخارجيًّا.
عند تصفحي ملف مؤتمر علمي، سيقام بعد أسابيع عدة في دولة شقيقة، أعجبني إدراج رحلات سياحية ضمن جدول برامج المؤتمر، والرحلات لمعالم أثرية أو أسواق قديمة للتعريف بثقافة البلد. ولم يغفل المنظِّمون زيارات لدوائر حكومية، تميَّزت بخدماتها لتعريف المشاركين بتقدمها في مجالها. كما لا أخفي إعجابي بشكل مذهل لإدراج زيارات بعض المؤسسات التي تخدم ورش العمل لربط الواقع بالمأمول، وتقديم الحلول أو الآراء للتطوير بوجهة نظر الخبراء المشاركين. مثلاً (زيارة دار رعاية الوالدين)، وقد تم تقديم ورقة بحثية عن (العمل من أجل الفئات الأضعف بالمجتمع). هنا رُبطت الورقة بالواقع لتقييمه وتطويره.
أخيرًا، هل سنجد مؤتمرات علمية في العلا وأبها وغيرهما من المناطق؟ أتمنى ذلك، وأن نكون منافسًا قويًّا في هذا المجال، علميًّا وسياحيًّا.
الزبدة:
إن الأشخاص الذين يعتقدون أن كل شيء ممكن هم القادرون على الاكتشاف والإبداع.