د. أحمد الفراج
بدأت إجراءات محاكمة الرئيس ترمب في مجلس الشيوخ، وهذه هي المرة الثالثة في التاريخ الأمريكي، التي يتم فيها التصويت على اتهامات ضد رئيس أمريكي، فقد حدث هذا مع الرئيس، اندرو جانسون، في منتصف القرن قبل الماضي، وكان جانسون قد خلف أفضل رؤساء أمريكا، ابراهام لينكولن، بعد اغتيال الأخير، وجانسون كان ضد انفصال الجنوب الأمريكي، ولكنه كان عنصريًا، وقد اصطدم مع الكونجرس، الذي صوت على اتهامات ضده، وبعد محاكمته في مجلس الشيوخ، نجا من العزل، ثم لم يحدث أن تعرض أي رئيس آخر للمحاكمة لمدة ناهزت القرن ونصف، عندما تم الكشف عن علاقة الرئيس الديمقراطي، بيل كلينتون، مع المتدربة، مونيكا لوينسكي، وهي الفضيحة، التي تطورت شيئًا فشيئا، حتى صوت مجلس النواب على الاتهامات ضد الرئيس، وتمت محاكمته في مجلس الشيوخ، وبعد محاكمة طويلة، نجا من العزل أيضًا، وأكمل مدة رئاسته.
الرئيس ريتشارد نيكسون، لم يصوت مجلس النواب على اتهامات ضده، وبالتالي لم يحاكم في مجلس الشيوخ، لأنه استقال قبل ذلك، بعد أن تيقّن أنه في مأزق كبير، وبعد أن نصحه مستشاروه وألحّوا عليه بالاستقالة، حتى لا يتم عزله بطريقة مشينة، وتخرج أسرار كبرى، تلقي بظلالها على فترة رئاسته، وعليه شخصيًا، وهذا يعني أن ترمب هو ثالث رئيس يصوت مجلس النواب على اتهامه، ويحاكم في مجلس الشيوخ، وترمب هو أول رئيس جمهوري يحدث له ذلك، فالرئيسان اللذان تمت إدانتهما في مجلس النواب ومحاكمتهما في مجلس الشيوخ، أي جانسون وكلينتون، كلاهما ديمقراطي، ولكن شتان ما بين قضايا العزل سابقًا ولاحقًا، ففي قضايا عزل نيكسون وجانسون وكلينتون، كان هناك الحد الأدنى من الموضوعية على الأقل، ولم يكن هناك انقسام حزبي وايدولوجي كما هو اليوم، وليس هذا تبرئة لترمب أو دفاع عنه، بل هو الواقع المعيش، الذي نتابعه يوميًا، وسيلقي ذلك بظلاله على محاكمة ترمب، فالمسألة حزبية بحتة، وليس نصرة للقانون والعدالة!.