فهد بن جليد
ضمن سلسلة مقالاتي عن المديرين، سنتشارك اليوم خلاصة تجاربي وانطباعاتي (الشخصية) عن الفرق بين عملي ضمن فريق مع المدير العربي والمدير الأجنبي. وفي مقالات قادمة - إن كنا من أهل الدنيا - سأتحدث عن الفرق بين المدير السعودي وغيره؟ وعن الفرق أيضًا بين تجربتي في العمل مع المدير الرجل والمدير المرأة؟ وجميع ما سأذكره يبقى انطباعات وتجارب (شخصية)، لا يمكن تعميمها.
المدير الأجنبي يستمع لفكرتك، ويناقشها معك بتجرد، وربما أبدى إعجابه بها إذا كانت تستحق، ولا يتردد في قول إنه لم يفكر بها من قبل، ويطلب منك إعادة طرحها وتطويرها وتقويتها بإضافة بعض النقاط عليها؛ ليرفعها باسمك للإدارة العليا؛ فهو يرى أن إبداعك دليل نجاحه، بينما المدير العربي يُشعرك بأنك لم تقدِّم جديدًا، وأنه سبق أن فكَّر بما تطرحه، وربما لا فائدة فيما تقول، وقد يتداخل معك ليرفض ويقبل ويعارض ويضع العراقيل، لتُفاجَأ لاحقًا بأنه أعاد صياغة ما طرحته، وأضاف عليه بعض النقاط - حتى لا يشبه فكرتك الأصلية - ثم قام بطرحه أو رفعه لمن هو أعلى منه، وأصبحتَ ممن يلزم بتنفيذ (أفكارك) على أنها من (بنيات أفكاره)!
مع المدير الأجنبي تشعر أنكما تواجهان سوية أي تحدٍّ جديد في العمل، بتجديد ثقته في قدراتك، وعدم لومك على مواجهة الأمور الطارئة والجديدة؛ فأنتما تتعلمان المزيد بتفهمه لمعطيات الأمور ومستجداتها، بينما المدير العربي يلومك لعدم معرفتك بكيفية التصرف والتعامل مع المستجدات وتجاوز التحديات، وقد يُحمِّلك المسؤولية كاملة حتى لو كان هو نفسه لا يعرف ما الواجب فعله؟
المدير الأجنبي يتابع عملك على مراحل وفق الخطط، ويتدخل عند اللزوم لدفع العجلة، وحل المشكلات، ولا يدع مجالاً للمفاجآت بعدم طلبه منك أعمالاً متعارضة في أوقاتها، بل يغتنم الفرص ليذكِّرك دومًا بما ينتظره منك، ومواعيده كمسؤولية مشتركة بينكما.. بينما المدير العربي يتركك غالبًا دون تذكير، وربما تراكمت الأعمال على كاهلك بسببه؛ لتُفاجَأ بأنه يطلب منك العمل المحدد، ويُحمِّلك مسؤولية التأخير حتى لو كان السبب في إدارته للأمور (بعشوائية).
المدير الأجنبي لا يمانع في حصولك على ترقية أو (Bonus) مكافأة، بغض النظر عن عدم حصوله على ذلك، بينما المدير العربي يشترط حصوله أولاً على ذلك. المدير الأجنبي يتقبل الحديث عن الأخطاء في العمل، ويتفهم انتقادك، ويتحمَّل المسؤولية، بينما المدير العربي يدافع عن الموقف، ويُحمِّلك وزملاءك المسؤولية؛ لأنه ببساطة يعتقد أنك تتحدث عنه شخصيًّا وتلومه؛ لذا لا أخشى أن يقرأ مقالي أي (مدير أجنبي) عملتُ تحت إدارته، بينما أتوقع غضب كل (مدير عربي) عملتُ معه.
انتهت المساحة، وما زال في جعبتي الكثير، سأكمله في (مقالات قادمة).
وعلى دروب الخير نلتقي.