يوجد بين أيدينا وفي محيطنا الاجتماعي المحلي والعربي ركام هائل من الأمثال الشعبية والأقوال الشائعة التي توهن العزائم وتثبط الهمم وتدعو إلى القناعة الخائرة والتقوقع والكسل، وتأخذ فئة من الناس هذه الأمثال وكأنها أمور مسلم بها، أو ينبع مدلولها من الحقيقة، وتستشهد بها في كل مناسبة لتبرير تصرفاتها، نجاحها أو فشلها.. هذه الأمثال والأقوال نأتي بعينات منها مثل قولنا: القناعة كنز لا يفنى، أو قولنا: لو تركض ركض الوحوش غير حظك ما تحوش. أو لتبرير إسرافنا نقول: اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، وغيرها كثير وكثير مما لا يتسع له هذا الحيز المحدود.. علماً بأن في تعاليم ديننا الحنيف وتوجيهاته السامية الكثير من الآيات والعِبر التي تحث على العمل وتنبذ التقاعس وتشيد بالعاملين المخلصين في أمور دينهم ودنياهم مثل قوله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ}، وقوله جلَّ جلاله يحفز عباده على طلب الخير ويأمرهم بالسعي الحثيث في طلب الرزق {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ}. وفي الأثر ما يبرهن على مقت واحتقار الإنسان السبهلل الذي لا في عمل دنيا ولا آخرة، وفي هذا المعنى ما يؤثر عن الفاروق - رضي الله عنه - قوله: «يعجبني الرجل فإذا قيل لي لا عمل له سقط من عيني».. ومن أبجديات واجبات المسلم الجد والمثابرة في طلب العلم والعمل لأنها تمده بالقوة والغنى ولا يصبح عالة على غيره. وما أحرانا بعد ذلك إلا غربلة الكثير من الأمثال والأقوال المثبطة وكشف مساوئها حتى لا تترسخ في عقول ناشئتنا وأجيالنا من بعد.. والله الموفق..