سهوب بغدادي
«الكتاب هو النور الذي يرشد إلى الحضارة»..
مما لا شك فيه أن للقراءة فوائد عديدة من أبرزها، تقوية الذاكرة والحصيلة اللغوية، وتطوير القدرات الإبداعية وتنشيط الذاكرة وتحفيزها ومقاومة التوتر. ففي عصر التكنولوجيا أصبح الاطلاع أمرًا أسهل خاصة مع تعدد أشكال وأنماط المعلومات وصورها على سبيل المثال النسخ الإلكترونية والمسموعة والملخصات والترجمة وفي الأخيرة ضروب كثيرة وفوائد أتطرق لها في مقال لاحق -بإذن الله العليم-.
إن في سهولة ومدى توفر ووفرة المواد الموجودة على أرفف المكتبات التقليدية والإلكترونية فوائد ومزايا تنعكس على جيلنا الحالي والأجيال المقبلة تباعًا بطريقة إيجابية.
ومن هذا المنطلق، يواجه الكثيرون صعوبة في إتيان القراءة والمواظبة عليها، لا لضيق الوقت وقلة الكتب، إنما لعدم معرفتهم بإستراتيجيات القراءة أو لعدم وقوعهم في شباك القراءة الواسعة. في هذا النسق، أذكر لكم بعض الخوات والتكتيكات التي قد تجعل من القراءة أولوية في حياتك وبالتالي ستشهد الفرق على جميع الأصعدة والمواطن في يومك.
إن اختبار الكتاب الصحيح ونوعيته أحد أهم -بل أهم- السبل المؤدية لحب القراءة وإدمانها بشكل صحي، كما يعد التنوع واختبار أكثر من صنف ونطاق ثقافي من أساليب اكتشاف الذات والكتب المحببة إليها، فمن يحب الأدب قد لا يحب الاقتصاد ومن يهوى الفن قد يبحر في كتب المسرح وهكذا، مع العلم بأنها ليست بقاعدة فيما يختص بالمجالات، مثال شخصي على ذلك، أحب الكتب الأدبية والشعر وأعشق الكتب السياسية والتاريخية والعلمية على حد سواء، جل ما عليك إتاحة الفرصة لنفسك لتكتشف نفسك.
في حين يعد تخصيص وقت ثابت أو معتاد للقراءة أمرًا نافعًا كأن تقرأ وجهين من الكتاب مع كوب القهوة الصباحي أو شاي الظهيرة أو كلما جلست على كرسيك المفضل ففي هذه المنهجية برمجة سيكولوجية قوية التأثير تدعى (الارتباط الشرطي) كاعتيادنا على أغاني فيروز في الصباح، لا في المساء إلا ما ندر وقس على ذلك. والأهم من الأنجح والأفضل من ذلك الأمر، البدء مبكرًا فعلى الوالدين تحبيب القراءة في نفوس أطفالهم بجلب الكتب القيمة مضمونًا ولافتة شكلاً ولغة أيضًا يجب أن يشكل الوالدان أكبر مثال يحتذى به في هذا الخصوص، فمن كبر وترعرع في بيت محب للقراءة لن يتخلى على الأغلب عن هذه النعمة والكنز النفيس.
(أصحب الكتاب لأننا نعيش مرة واحدة فحياة واحدة لا تكفي)