عطية محمد عطية عقيلان
جمالية الأمثال أنها تعطيك الخلاصة في تجارب وقصص الحياة ورغم تناقض بعضها واستخدامنا لما يوافق الهوى وحسب الحالة، إلا أن العبر والدلالات فيها تغنيك عن سرد قصة أو خطبة لتوصل رسالتك المنشودة، وأغلبنا يحفظ كماً كبيراً منها ويستدل بها عند كل نقاش أو نصح. علماً أن وصفة النجاح والسعادة ليست وصفة سحرية أو يمكن وضع خطة محكمة لها لأن البشر بطبعهم يختلفون في تقبلهم وردات فعلهم كما يحدث في تقبلهم للأكل والطقس وحتى الدواء، لذا يقضي الإنسان عمره باحثاً عن الطريقة المثلى لحياة سعيدة وناجحة، ولهذا يمكن أن نستفيد من قصص وتجارب الآخرين وحكاياتهم (السعيد من اتعظ بغيره)، علماً أننا نرى ونمارس في حياتنا الكثير من التنظير وإعطاء الرأي والنصح والتوجيه ونحن فاشلون في تطبيق ما نقوله لهم، لذا يمكن أن نستفيد من أقوال وآراء الآخرين حتى وإن لم ينتفعوا بها فكثير من المحللين الماليين والمستشاريين ومدربي تطوير الذات والآباء ينصحون بأشياء لا يطبقونها وهي مفيدة عند الآخذ بها. علما أن الطريق الذي يسرع ويسير بنا نحو الفشل على مستوى العمل والعلاقات هو أننا نبحث عن المثالية والراحة والسعادة في ذلك لأن سقف توقعاتنا مرتفع للحد الأقصى، لذا أغلبنا عندما يمارس العمل التجاري يريد النجاح من أول تجربة لأننا لا نريد الفشل وطموحنا تحقيق الربح فقط دون مواجهة العقبات والعوائق، علماً أننا نردد دائما أن أكل العنب حبة حبة أو صعود الدرج درجة درجة ولكننا لا نطبقها ونريد الطيران في الصعود والمثالية في النتائج ولا نصبر على العمل أو حتى الأقارب والأصدقاء نريدهم إما كما نتصور ونريد أو نندب سوء حظنا وتضحياتنا.
لكي ننجح ونكون أكثر سعادة نحرص على تطبيق مبدأ أقل الممكن في كل شيء حتى لا نصاب بخيبة الأمل والحزن، مع إيماني بانحسار أخذ المشورة والنصح من الشخص الذي يحمل لك الود والحب ويتمني لك الخير ويسعد بنجاحك إضافة الى دراية وعلم إلى حد ما فيما تشاوره به، علماً أن أغلبنا يشاور من هب ودب ونخطئ باتخاذ القرار ونختار المشورة الخاطئة لأننا شاورنا من ليس أهلاً لذلك وإن كان لديه علم ومعرفة ولكنه جرد لك المشورة من طبيعتك ونفسيتك وجانبك الإنساني. لذا من أجمل الأمثال التي يمكن أن نطبقها في حياتنا الأسرية والعملية وتجعلنا أكثر سعادة وتقبلاً وتعايشًا ورضى هو (إذا كان زادك مأكولاً فرحب) بمعنى إذا حدث شيء معك وليس هناك من سبيل لتعويضه أو تغييره على الأقل تقبله بصدر رحب واستفد منه في المستقبل كتجربة تتعلم منها وتكسبك الخبرة والمعرفة، علماً أننا عندما نحكي أو نسمع عن قصص النجاح نجد متعة خاصة عند الحديث عن محاولات الفشل والخسارة التي مررنا بها ولكننا تعلمنا منها الدرس وكانت محفزة في تحقيق ما وصلت إليه، فمرحبًا بكل من يسرع في تعلمك وتطورك وسعادتك وإن كانت خسارة في نظر الآخرين.