د. أحمد الفراج
لا أدري ما هو القاع الذي سيبلغه الديمقراطيون ومنصاتهم الإعلامية في خصومتهم مع الرئيس ترامب؛ فهم حتى اليوم يتساءلون عن مشروعية استهداف الإرهابي قاسم سليماني الذي عبث بمنطقة الشرق الأوسط كثيرًا، وتسبب بقتل وتهجير عشرات، بل مئات الآلاف من الناس.. ويكفي ما فعله في سوريا ليجعله هدفًا إرهابيًّا مطلوبًا. وكان لافتًا أن ترامب اضطر إلى أن يشرح للديمقراطيين الأسباب التي جعلته يعطي الأمر باستهداف سليماني، مع أنه من المفترض أن لا يكون بحاجة لذلك؛ فالمستهدف عَلَم في عالم الإرهاب في أخطر مناطق العالم. ولو كان المستهدف غير سليماني لربما حاولنا إيجاد المخارج للديمقراطيين؛ لأنه لا أحد يرغب في التصعيد، ولكن أن يقفوا هذا الموقف المخزي الذي يجعلهم في صف ملالي طهران فهذا ما لم يجرؤ عليه حتى الرئيس باراك أوباما الذي انحاز لإيران بشكل لم يسبق له مثيل عبر التاريخ السياسي لأمريكا منذ نجاح ثورة الملالي قبل أربعة عقود.
في أحد البرامج السياسية على قناة الـ»سي إن إن» لم أصدق وأنا أشاهد معلقي القناة، ومعظمهم خصوم لترامب ولسياساته؛ فهم التقطوا محادثة لترامب وهو يحضر حفلاً خاصًّا، وكان يتحدث عن أن سليماني قال أشياء سيئة بحق أمريكا، وهنا تعلقوا بقشة، وقالوا إن قرار ترامب بتصفية سليماني كان قرارًا خاطئًا؛ والدليل ما قاله الرئيس! ويقصدون هنا إيهام المتلقي بأن قرار ترامب باستهداف سليماني جاء بسبب شتيمته أمريكا! وهذا تضليل مقصود؛ لأن تصريحات ترامب الرسمية، وتصريحات أركان إدارته، كلها أكدت أن استهداف سليماني جاء بسبب التقارير الاستخباراتية التي أكدت أنه ينوي ارتكاب أعمال إرهابية ضد المصالح الأمريكية بالمنطقة. ولا تدري هنا هل تتوقف عند اعتراض الديمقراطيين ومنصاتهم الإعلامية على مقتل سليماني، أم عند مبالغاتهم في هذا الأمر لدرجة تضليل المشاهد عمدًا! وهذا قاع لم تصله الخصومات السياسية في أمريكا من قبل. وأظن أن للقاع بقية!