فهد بن جليد
العنوان أعلاه لمقال كتبتهُ هنا في 27-12-2012م، وأعيدُ نشره اليوم للفائدة فحضور مُناسبات (التقاعد) يُشعرني بالاكتئاب والحزن معاً، رغم ما فيها من دروس وعبر، لما حلَّ بسعادة المدير المُحتفى به، حتماً هناك من سينظر إليه نظرة (وداع) وهو يقول سبحان من (يحيلها) من (يد) إلى (أخرى)، وهناك من سيتذكر (هيبته) و(رزَّته) التي تلاشت واختفت قبل أيام عندما كان (مديراً) لا يشق له غبار ولا يُطرق عليه باب، (فشخطة) منه تفعل الأفاعيل في حياة الموظف الذي يريد إرضاء (سعادته) حتى لا يتأثر معاشه ومعاش أطفاله، أمَّا اليوم فمعاش صاحب (الصلاحية) هو الذي في خطر وتناقص؟.
لنسأل أنفسنا ما الذي يقدم عادة للمُدير في حفل التقاعد بعدما انتهى به المطاف؟.
ربما (درع تذكاري) من تلك التي كان يقدمها هو (مجاملة) لبعض المشاركين أو المساهمين أو الضيوف، مجرَّد (برتوكول) ومجاملة مُتعارف عليها، ربما أنَّ هناك من سيُجامل (سعادته) بأنَّ العمل في الدائرة أو المصلحة سيتأثر بغياب الفارس الهُمَام، وهناك من سيواسيه بأن (الخبرة) و(الأمانة) التي يملكها ويتمتع بها ستضمن له حتماً مقعداً بارزاً في مكان آخر...
في نهاية المطاف (المدير) سيغادر الاحتفال إلى البيت محمَّلاً بحساب (سنين) من العمل وهذا هو الأهم، قليل من المديرين يحسبون لهذه اللحظة حسابها، المؤكد أنَّ موظفو (العلاقات العامة) هذه المرَّة أكثر حرية في التصرف بما تبقى من (باقات ورد المدير)، بكل تأكيد هناك (مدير جديد) قد يؤخذ رأيه في كيفية التصرف بها؟ لتبدأ قصة أخرى دون اعتبار لمعاني (الحفل السابق) وما حل بسلفه، هي الحياة تغري ببهرجتها وأضوائها.
أعدكم (بعون الله) لو أصبحت يوماً ما (مديراً عاماً)، أن أسأل (سلفي) قبل أن يرحل وفي حفل تقاعده: ما هي القرارات الخاطئة التي اتخذها ويودُّ ألاَّ أكررها في عهدي؟ وكيف يمكن ألاَّ أظلم أحداً من الموظفين؟ وهل لديه قائمة (بالموظفين الفاسدين)؟ و(مقاولي المصالح) المتعاملين مع الإدارة حتى تتم محاسبتهم؟ والمديرين الآخرين (المتواطئين) معهم؟.
ما أخشاه أن يفرَّ (المدير) ونصف المدعوين من حفل (تكريمه) بسبب ذلك.
عندها ماذا سيحلُّ يا تُرى (بباقات ورد) المُدير؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.