علي الصحن
أنهى الهلال مرحلة صعبة في الموسم الحالي، مرحلة طويلة مليئة بالمشاركات والضغوط والظروف، انتهت بتحقيق بطولة دوري أبطال آسيا 2019 والمراكز الرابع في بطولة العالم، وبلوغ نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، والمنافسة على صدارة دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، وهذه محصلة مميزة للفريق وربما تصعب على غيره.
مشكلة الهلال وهي ميزته في نفس الوقت، أنه يريد المنافسة على كل الألقاب، وتحت أي ظروف، ومدرجه لا يرضى بالمشاركة لمجرد المشاركة، والحضور من أجل الحضور، وهو لا يقبل حتى بالمركز الثاني، وربما طالب بإقالة مدرب واستبدال لاعبين، لأن الفريق خرج بأقل من الذهب لظروف متفق عليها ربما لا يكون للفريق ومدربه مسؤولية عنها، مثل الإصابات والإيقافات وأخطاء الحكام وحالياً... غرف الفار!!
مدرج الهلال والقائمين على النادي ولاعبيه، تركوا كل نجاحات الماضي القريب خلف ظهورهم، وأصبحوا ينظرون إلى المستقبل فقط، ومن يشاهد ردة الفعل بعد التعادل الأخير مع الفيصلي، يتوقع أن الهلال ما زال يبحث عن نفسه، وأنه ليس الفريق الذي حقق الآسيوية السابعة قبل شهرين فقط، رغم أنه حدث في مباراة دورية، جاءت بعد سلسلة من المواجهات الصعبة، ورغم أن الفريق حرم من ضربة جزاء، كانت كفيلة بمنحه النقاط الثلاث.
هنا أعتقد أن مدرب الهلال قد أخطأ في حساباته للمباراة، وأخطأ في التشكيل الدفاعي، وفي الإصرار على استمرار بعض الأسماء، لكن هذا لا يعني تجاهل الظروف الأخرى والإرهاق والإصابات، وربما تفكيره في المباراة المقبلة مع الشباب، وهذا لا يعني أيضاً نسف كل نجاحات المدرب السابقة، وقدرته على إدارة الفريق كما يجب، والخروج بأفضل النتائج، ولا يعني أيضاً أن يركن الفريق والقائمين عليه للنجاحات السابقة، وأن لا ينظروا إلى الفريق واحتياجاته، ويطلبوا رأي خبير بشؤونه فيما يتعلق بظروفه الفنية، فمن يريد مواصلة النجاحات لا بد أن يواصل العمل، ولا بد أن يغير ويطور ويبدل ويعالج كل المشاكل، وأن يتعامل مع صغيرها مثل كبيرها ومخفيها مثل ظاهرها، وسهلها مثل صعبها، فبعض المشاكل مثل كرة ثلج ربما لا تكون منظورة في البداية، لكنها مهلكة في النهاية.
من المتفق عليه أن بطل دوري أبطال آسيا 2019 يحتاج لإحلال وإبدال، ومن المتفق عليه أن هناك مراكز تعاني من عدم وجود لاعبين بدلاء على أقل تقدير، ومن المتفق عليه أيضاً أن هناك مراكز تحتاج إلى دعم، لتكون أقوى مما هي عليه الآن، وأن هناك أسماء يجب ألا يكون لها موقع في الفريق!!
هنا لن أدخل في التفاصيل حتى لا أقع في الحرج، ومن المؤكد أن إدارة النادي ومدرب الفريق ومحبيه يعرفون كل شيء، ويعرفون الأسماء التي يجدب أن ترحل، والمراكز التي تعاني، وكل ما يتمناه الهلاليون أن تعمل إدارتهم على هذه الملفات وأن يكون إعلان التعاقد مع مد الله العليان هو الخطوة الأولى في هذا الطريق، مع إدراكي بأن العقود صعبة، في مثل هذا الوقت من الموسم، وأن التغيير يجب ألا يكون إلا للضرورة الملحة فقط.
ينتظر الهلاليون الكثير من إدارة ناديهم، فماذا ستقدم الإدارة للفريق قبل أن تغلق فترة التسجيل أبوابها، وقبل بداية فترة الحسم الصعبة لما تبقى من استحقاقات الموسم؟