خالد الربيعان
أين المال في كرة القدم؟ سؤال بسيط؟ بالطبع لا، بل هذا السؤال يُتعبنا في إجابته؛ قد نملأ عشرات الأوراق في ذلك! فهو - عزيزي - ليس في خزائن الأندية فقط، بل هناك الشركات الراعية، مثل «شيفروليه» الأمريكية للسيارات التي ترى علامتها على قميص مانشستر يونايتد، في خزائنها أموال تأتي من التسويق (الرياضي) لعلامتها التجارية مع أكبر نادٍ له شعبية ومحبون (650 مليون شخص) بطول وعرض كوكب الأرض!
وهناك شركات الإعلان، وشبكات التلفزيون الناقلة لكل مباراة. فكِّر أكثر! اللاعبون لهم مداخيل من الإعلانات. السيد رونالدو يحقق أكثر من راتبه الرسمي من «تسويق» نفسه «رياضيًّا» في إعلانات وحقوق صور، وكذلك السيد «ميسي»! الحكومات كذلك لها نصيب في مال كرة القدم، فهؤلاء اللاعبون النجوم - وغير النجوم - يدفعون ضرائب كل سنة، وهو مبلغ لا تستهن به!
891 مليون باوند تدخل لخزانة مملكة بريطانيا التي تضم دول (إنجلترا - ويلز - إيرلندا الشمالية واسكتلندا) من لاعبي الدوري الإنجليزي (البريمرليج) كل سنة! أكثر من 4 مليارات ريال هي ضرائب من تراهم على شاشة تلفازك: صلاح وماني وفاردي وهاري كين!
الأندية تدفع الضرائب، وكذلك رابطة الدوري الإنجليزي، بل المدربون مثل جوارديولا وكلوب ومورينهو؛ ليكون إجمالي ما يدخل لخزانة المملكة المتحدة 2.4 مليار باوند في الموسم! أي ما يكفي لسداد رواتب 93 ألف شرطي إنجليزي «كونستابل»، وهو رقم يعني 90 % من أفراد الشرطة في إنجلترا وويلز!
أين باقي المال؟! وكلاء اللاعبين موجودون في «دورة مال كرة القدم». الأندية هناك دفعت 260 مليون باوند في موسم واحد (مليارًا و200 مليون ريال) لسماسرة اللاعبين (أي الوسطاء بين النادي البائع للاعب والثاني المشتري له)!
المراهنات، أراك تضحك.. وأقول لك إن اقتصاد المراهنات الرياضية بلغ 40 «مليار» دولار (150 مليار ريال). وهو رقم يساوي اقتصاد عشرات الدول في العالم!
وهناك «غرائب» قد لا تتخيلها.. إن المجرمين والخاطفين قد يكون لهم مكان على خريطة المال الرياضي.. نصيب قد يكون صغيرًا كما يتبقى للضبع بعد وليمة الأسود! لكنهم موجودون معنا في الحسبة التي نحسبها!
تعرف اللاعب الأرجنتيني «تيفيز»؟ لقد خطفوا أباه! عام 2014 عندما كان في يوفنتوس، وطلب الخاطف فدية 28 ألف باوند من اللاعب. الحاج «أبو تيفيز» مكث عند خاطفه 8 ساعات إلى أن سدد أحد أهله الفدية!
لاعب آخر تعرفه، هو البرازيلي روبينهو، في 2004 ذهب من سانتوس لريال مدريد! لفت ذلك نظر «بعض الإخوة» فخطفوا أمَّه! لا نعلم حجم الفدية، ولكن المؤكد أن الرقم كبير. ويلسون بالاسيوس ذهب من ويجان لتوتنهام؛ لفت ذلك نظر «إخوة آخرين»؛ فخطفوا أخاه الصغير «إدوين»، واحتجزوه لمدة 14 شهرًا! وسافر اللاعب لبلده هندوراس ليدفع فدية مقدارها 125 ألف باوند!
أخيرًا تعرف الحارس الكولومبي الطائر «هيجيتا»، لم يخطوا منه أحدًا، ولا خطف هو أحدًا! بل كان الوسيط في إرجاع فتاة ذات 11 سنة، خطفها إمبراطور المخدرات المعروف «بابلو اسكوبار» لتصفيه حسابات بينه وبين والدها «لويس كارلوس». الأب طلب من «هيجيتا» التوسط له عند «اسكوبار»؛ لأنه كان يحب كرة القدم حتى أنه نظم مباريات خاصة له فيها هذا الحارس، ونجوم مثل مارادونا!
تدخَّل «هيجيتا»، وكان تدخُّله «خيرًا»! ورجعت الابنة لوالدها. أخذ مكافأة منه 50 ألف دولار، ثم دخل السجن لمشاركته في الجريمة، وقضى 7 أشهر؛ ليتعلم درسًا مهمًّا لأي رياضي، أن يكون تركيزه الوحيد.. هو الملعب!
لن تلعب!
أسطورة مبدعة مثل «يوهان كرويف» كابتن هولندا تم خطفه هو وزوجته، وهددوهما بالأسلحة النارية؛ كي لا يلعب كأس العالم 78 الذي نظمته الأرجنتين. كانوا خائفين من «كرويف» الذي أصابه الرعب، واتخذ قرارًا بعدم السفر للمونديال، حتى أنه رفض طلب الذهاب من ملكة هولندا شخصيًّا! كانت مفاجأة للعالم، لم يكن هذا كله مقابل فدية مالية، بل كان الثمن هو.. تجريد المنتخب الهولندي من أهم أسلحته الضاربة «كرويف». كان الثمن هو الذهب بفوز الأرجنتين بكأس العالم!