محمد المنيف
أن يأخذ مدير برأي من يدير لا يقوم بها إلا المدير البناء الواثق الخطى، يتقبل بل يشرك من كلف بإدارة مجالهم في قراراته لرسم خربطة مسارهم التي هي في الأصل عائدة إليهم، فحق أن يكونوا شركاء في تسيير ذلك المجال كونهم الأقرب للمتطلبات على اختلاف الأجيال، فهناك أصحاب خبرة، جمعوها عبر سنين طويلة، وهناك جيل يوصف بالمخضرم عاصر مراحل من سبقوه وربطها بعصره، وهناك جيل شاب له طموحات وآمال تناسب عصرهم..
لهذا فقد نجح سمو وزير الثقافة الأمير بدر آل سعود باستقطاب المبدعين في فروع الثقافة من كتاب وتشكيليين وروائيين وأدباء وشعراء إلى آخر المنظومة بأن اجتمع بالبعض، كما بعثت الوزارة إستبانة للجميع عبر البريد الإلكتروني، تتضمن محاور تشمل تلك الفروع للإجابة عليها لتتعرف الوزارة من خلالها على ما يمكن أن تقدمه في المرحلة القادمة، إضافة إلى ترشيح فئات عمرية من كل مجال في الثقافة والفنون للالتقاء بهم مباشرة عبر مندوبين يمثلون الوزارة، كان لي شرف المشاركة في الاستبانة مع من تم ترشيحهم من مختلف مناطق المملكة مع لقاءات فريدة استمع للإجابة على محاور تصب في مصلحة ثقافة الوطن...
هذا الأسلوب أو الطريقة لم تكن متاحة بل كانت التعاميم والقرارات التي تبنى بها الخطط تدار وتصنع من لجان لا علاقة للكثير من أعضائها بمجالات الثقافة التي لا يعرفها إلا من عايشها كل في تخصصه، ففي مثل هذه العلاقة بين صاحب القرار وبين من يتخذ لمجالاتهم القرارات ويرسمون لها الخطط ما يضمن تحقيق نجاحها، كما يشعر المبدعين أيضاً بمكانتهم كشركاء في تمهيد وبناء طريق إبداعهم، وأن ما يتم من وزارة الثقافة لإشراكهم جاء لمنحهم تحقيق رغباتهم وليس فرضًا أو مخالفًا لتوجهاتهم وآمالهم.
شكرًا سمو الأمير على هذا التوجه الذي يعد جزءًا رئيسًا في العمل الإداري الديموقراطي الذي زرع في أرضية صلبة تمثلها رؤية الوطن (2030) نحو مستقبل يحمل مسؤوليته الجميع ويسهم فيه المواطن كل في مجاله ومنهم المبدعون.
شراكة تؤكد نجاح المسيرة وتضمن تحقيق رغبات أهل الإبداع وتحملهم مسؤولية إبداعهم.