هالة الناصر
عندما يجهل مشهور «السوشال ميديا»، قوانين الدولة التي يجلس فيها، تأتي النتيجة عكسية على بلده، ويدخل سفارته أو قنصليته في حرج، كما حدث في قضية «الحمام المنتوف» بلندن، إِذ لم يراع بعض من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي القوانين البريطانية، وبدا أحدهم ينتف ريش حمام في بانيو بالفندق، ما جعلهم عرضة للسجن 3 أشهر، لولا تدخل السفارة وإنقاذ الموقف في اللحظة الأخيرة، وحادثة بريطانيا لم تكن الأولى، في الجهل بقوانين البلد المضيف، ولكن نتمنى أن تكون الأخيرة بكل تأكيد، لأن المشاهير إذا أدركوا أن سمعة بلدهم أولوية قبل حصد «إعجاب» المتابعين، فلن يقدموا على خطوة قد تضر بسمعتها، خاصة أن كل متابع يعرف جنسية من يتابعه، لن يقول «فلان نشر كذا»، إنما سيتردد في الآفاق «أن شخصًا سعوديًا فعل كذا وكذا»، وبالتالي يجلب سمعة غير حميدة بأفعاله الصبيانية على جميع المواطنين، ويبدو أن بعض مشاهير السوشيال ميديا لا يأبهون بتبعات مقاطع الفيديو التي ينشرونها، وهمهم الأول هو الحصول على أكبر عدد من المتابعين، بغض النظر عن المحتوى المقدم، وهل فيه فائدة للمتلقي أم لا، ما يعني أن نشرهم للفيديوهات من أجل «الشهرة» فقط، وليس لتثقيف أو توعية، أو تعليم.
إن ما يفعله الكثير من مشاهير السوشال ميديا هو «نتف» للذوق العام وتكسير للثقافة في المجتمع مما يستوجب تقنين هذا الانفلات نحو بناء جدران من الجهل والسطحية، ناهيك عن الغش في البيانات من أرقام مشاهدات أو متابعين، وصلنا لدرجة نتمنى من كل جهة تحترم نفسها ألا تستقطب هؤلاء وتسهم في بناء قيمة غير واقعية لهم!
وما ينبغي أن ينتبه له المشاهير بالتأكيد في المقام الأول، هو التركيز على المواد التي لا تضر بالوطن والمواطن، فـ»الوطنية» خط أحمر يجب ألا يمس من أي شخص كان، وبعدها يمكن تقديم المواد التي يستفاد منها في شتى ضروب الحياة، وإن لم تقدم هذه المواد، فلا ضير حتى إن كان المحتوى فارغًا، ولكن ليس على حساب سمعة «بلد وإِنسانه»، لذلك نقول للمشاهير - أن جازت التسمية لأن لا إحصائية دقيقة وحقيقية حول متابعيهم -: «قدموا ما شئتم ولكن لا تمسوا الوطن بسوء».