د.عبدالعزيز الجار الله
جاء مقال الأستاذ سليمان الجاسر الحربش (إعلام الطاقة في زمن الرؤية) قراءة لكاتب متخصص في النفط وقضاياه، وفِي تحليله الإعلامي للمرحلة السابقة والحالية قدم مبررات ثلاثة هي:
أولاً: النفط في مرحلة الرؤية السعودية.
ثانياً: النقلة الهيكلية التي شهدتها شركة أرامكو.. طرح الأسهم للاكتتاب العام.
ثالثاً: وصول الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى منصب وزير الطاقة؛ ويتميز الأمير عبدالعزيز بأنه متخصص وتدرج في مناصب عدة في وزارة البترول قبل أن يكون وزيراً.
وتناول الأستاذ سليمان الحربش تاريخ الوزارة وإعلام النفط منذ عام 1959م وحتى 2020م (انتهى جريدة الجزيرة يوم الخميس الماضي مقال إعلام الطاقة).
لكن يمكن النظر إلى سجل النفط من خلال تحقيب مرحلي وهو على النحو التالي:
أولاً: المرحلة الأولى تبدأ من أول تصدير شحنات نفط بكميات اقتصادية عام 1938م، وحتى عام 1972م.
ثانياً: المرحلة الثانية تبدأ من عام 1973م وحتى عام 2014م وهي مرحلة الدورات الاقتصادية -الطفرة الحضارية-.
ثالثاً: المرحلة الثالثة الحالية تبدأ من عام 2015 ومستمرة حتى الآن، تمثلها الرؤية السعودية 2030، والسعودية الجديدة بهياكلها السياسية والإدارية والهندسية.
أذن المرحلة الثالثة الحالية هي أكثر تعقيداً وصعوبةً سياسيّاً واقتصاديّاً وإداريّاً، فقد تم تغيير مسمى وزارة البترول عام 2016م إلى وزارة الطاقة، واختلفت عن المرحلتين السابقتين لأنها ترافقت مع تطورات سياسية وعسكرية خطيرة في الوطن العربي، والاقتصاد العالمي المتأرجح بعد الربيع العربي ودخول (4) دول عربية في حرب أهلية.. والنفط خضع لمزايدات دولية؛ وقفزت أسعاره إلى أرقام عالية جداً. فالخريطة السياسية في الوطن العربي تغيّرت لأن روسيا أصبحت دولة مجاورة في سورية، وأمريكا وإيران وتركيا دول مجاورة في العراق، وحرب اليمن لها أبعادها، وإيران تعيش في هاجس الحرب الأهلية، ومقابل هذا أصبحت وزارة الطاقة مسؤولة عن طاقات أخرى غير النفط، لأن الغاز والثروة المعدنية كانت الفائدة منها في السابق محدودة، فتغيرت آليات العمل والاستثمار لتشمل مناطق واسعة من جنوب الربع الخالي باتجاه الشرق والشمال والغرب وحتى جنوب منطقة الرياض وإلى شمال تبوك جميعها استثمارات نفط وغاز ومعادن، كذلك استثمارات معادن المرتفعات الغربية ونفط وغاز البحر الأحمر والخليج العربي، أذن هي وزارة شاملة للنفط وخيرات التعدين في الزمن الصعب.