فيصل خالد الخديدي
العمل الجاد والمبني على حسن التخطيط ووضوح الرؤية ودقة تحديد الأهداف عادة ما يسير في طريق النجاح وبملامح محددة، ويحقق مبتغاه ويمكن تطويره وقياس مستويات نجاحة بسهولة ويسر، وتقل معه المخاطر المتوقعة، ومع التخطيط الجيد يحصل الاستخدام الأمثل للموارد والإمكانات المتاحة والاستفادة منها في تحقيق التكامل والتنسيق بين ما هو موجود وما هو مأمول, وحتى مرحلة التخطيط لابد وأن يسبقها تشخيص للواقع ويلحق بها مرحلة تخطيط لإعداد الخطة وبناء رؤية طموحة مختصرة محددة وواضحة وصياغة أهداف قابلة للتنفيذ، فالعمل وفق تخطيط واضح ومحدد يختصر كثيرًا من المسافات والجهود ويصل بالعمل لجودة أكثر. والساحة التشكيلية المحلية تمر بمرحلة انتقالية كبيرة على مستوى الدعم وتنوع المؤسسات التي تعنى بالفنون التشكيلية وبالثقافة بشكل عام، وهو ما يجعل الحاجة ملحة لحسن التخطيط والإفادة مما هو موجود من قدرات بشرية وطاقات إبداعية واستثمار أفكارها بشكل إيجابي يعود بالنفع على الفن والفنانين.
ومع انطلاق عام الخط العربي 2020 أطلقت وزارة الثقافة منصة إلكترونية لاستقبال المبادرات والمشاريع سواء بشكل فردي أو من خلال مؤسسات حكومية أو غير ربحية، وهي بذلك تفتح المجال لشراكة العقول في التخطيط والتنفيذ لبرامجها واقتراح برامج جديدة قابلة للتنفيذ. فالاستفادة من الطاقات البشرية والفكرية الموجودة هو استثمار حقيقي وتقدير للطاقات والقدرات الوطنية، وهو ما يفتح أملاً بأن ينسحب مثل هذا الأمر على برامج الفنون التشكيلية والاستفادة من الطاقات والخبرات البشرية في هذا المجال في التخطيط والمساهمة في التنفيذ، وجعل الفنانين شركاء حقيقيين في برامجهم تخطيطاً وإعداداً وتنفيذًا وتقييماً، والاستفادة بشكل كبير من الخبرات الوطنية في الفنون التشكيلية سواء ممارسين أم كتابًا أم أكاديميين، وفق ما ترسم إليه وزارة الثقافة من إستراتيجيات وخطوط عريضة تسعى بها للوصول للرؤية السعودية الطموحة 2030. إن الآمال والتطلعات كبيرة لتطوير الفنون التشكيلية وبرامجها والاستفادة من القدرات والطاقات الشبابية والخبرات الفنية في إحداث نقلة نوعية وحقيقية في البرامج والخطط وعدم انغلاقها على فكر أو توجه محدد يرسم مسارًا أحاديًا لا يواكب الانفتاح الذي يعيشه الوطن على أنواع الفنون، فشراكة العقول استثمار حقيقي لإبداعات أبناء الوطن...