س: أشعر أن كل الأبواب سدت في وجهي، لم أجد وظيفة بعد التخرج، ولم تنفعني شهاداتي بالحاسب وتعلم اللغة، في الحصول على وظيفة، توظفتْ وتزوجتْ صديقاتي وأنجبن أطفالاً وانشغلن عني، وأنا مكانك سر. أتظاهر بالفرح ولكن من الداخل اعتصر ألماً لسوء حظي. أرجو منك أن أجد لديك المشورة؟ وشكرًا لك.
المشورة: حتى لا نكرر الكلام الذي يقال في هذه الحالة فلن أطيل عليك،
أولاً سأحدد نقاط تجربتك كما نقلتيها لي في الآتي:
1- اعتقادك أن الأبواب سدت في وجهك وأنك سيئة الحظ.
2- لم تستفيدي من شهاداتك وخبراتك.
3- لم تحصلي على وظيفة.
4- لم تتزوجي.
5- المقارنات بينك وصديقاتك لصالح صديقاتك.
6- لم يتغير شيء في حياتك.
7-....
8-....
لو طلبت منك زيادة ستضيفين...
السبب يعود كله لا لتعاسة حظ ولا لأن الأقدار السعيدة تتخطاك ولا لشيء من ذلك.
السبب يعود للرقم واحد، ومما زاد الطين بلة هو قيامك بالرقم 5 وهو عقد المقارنات، والمقارنات بين تجارب البشر أكثر جريمة يفعلها البشر بحق أنفسهم..
كل التجارب والأحداث والعلاقات والأشخاص الذين يظهرون في حياتنا إنما هم انعكاس مرئي لما يحدث في عالمنا الداخلي اللامرئي، فحين اخترت تعاســة الحظ طريقاً، من خلال حديثك لنفسك ويزداد تأكيداً حين تحدثين به نفسك في كل مرة، فكان لك ما اخترت! تقولين لنفسك أو لغيرك: ها أنظروا ما يحدث لي من مواقف تعيسة في كل مرة أولم يحن الوقت لتصديقي؟! فأنا تعيسة الحظ. فيقول لك الكون نعم أنت كذلك!
ما الذي استفدتيه، لا شيء سوى قليل من التعاطف مع قليل من الشعور الخفي بلذة النضال!
ولتجاوز مشاعر الألم وكذلك للتهيؤ لحدوث نقلة في حياتك أنصح لك بالتمارين العملية التالية:
1- بمجرد أن تفتحي عينيك كل صباح ليكن دعاء الله تعالى الذي أحياك بعدما أماتك وأذن لك بحياة جديدة هي أول ما ينطق به لسانك، إنها حياة جديدة كتبت لك في حين حُرِّم منها غيرك.
2- بعد نهوضك من فراشك أمسكي بورقة وقلم أو من خلال جهاز الجوال عددي فقط 10 نعم سواء مألوفة أو متجددة أمتن الله بها عليك، أكثري من التركيز عليها وحمد الله تعالى عليها كثيراً وطوال يومك. إفعلي ذلك يومياً.
3- التفتي لنقاط قوتك المتمثلة في مثابرتك وشهاداتك وأشياء كثيرة لم تذكريها واشكري الله عليها واسعى لتنميتها.
4- كرري لنفسك وبصوت مسموع تخالطه مشاعر صادقة بأنك فتاة ذات حظ عظيم، وأنك موفقة، وتحيط بك النعم، تذكري جيداً أنك في كنف الرحمن يتولاك ويرعاك، لا تلتفتي للأفكار المناهضة واستمري في تكرار التأكيدات مصحوبة بمشاعر مرتفعة. إفعلي ذلك يومياً.
5- لا تطرقي فقط باب الوظيفة المتناسب مع شهادتك الجامعية إن لم يكن هناك احتياج لها ابحثي عن مصادر رزق مختلفة قد تجدي في أحدها شغفك ورزقك معاً.
6- لا تيأسي من الدعاء ولا تجعلي ذلك منفذاً لنفسك الموسوسة لإيقاع اللائمة عليك، ففتح باب الإجابة قد يأتي متأخراً ولكنه محمل بالخيرات والأرزاق اللائقة بك حقاً {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا}، فالإجابة شرطها اليقين حتى مع الإمهال، والإمهال إنما لأجل النضج النفسي والإيماني. والنضج يقود إلى الاستعداد لاستقبال البهجات والخيرات، والاستعداد لا يكون مع اليأس والإحباط.
فتح الله عليك
** **
كوتش هدى مستور. لاستقبال الاستشارات
Hoda.mastour@Gmail.com