رقية سليمان الهويريني
في صيف 2015 م انتشر فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أظهر شبانًا كويتيين في بريطانيا قاموا بسرقة بطة من حديقة عامة ثم ذبحوها وطبخوها في أحد المنازل. وتسبب نشر مقطع الفيديو متاعب لاحقة لسياح خليجيين في الدول الأوروبية التي تقود حملات إعلامية ومظاهرات ضد ممارساتهم في الحدائق العامة والطرقات. وعندئذ انتشرت فيديوهات مضادة تبرز احتجاجات من قبل السكان وجماعات بيئية أوروبية.
وفي شتاء 2020م ظهر فيديو لثلاثة سعوديين من مشاهير السناب شات يقومون بنتف ريش الحمام في حوض الاستحمام بأحد فنادق لندن مما اضطر السفارة السعودية في المملكة المتحدة للتدخل وإنقاذهم من التوقيف بعد المساءلة لتجاوزهم الأنظمة والقوانين، حيث قاموا بتهريب الطيور في حقائب السفر، ووثقوا قيامهم بنتفها من خلال التصوير والنشر من داخل غرفتهم بالفندق.
وهذه الممارسات السلوكية الخاطئة توقع الحكومات الخليجية في حرج حين يسافر رعاياهم خارج بلادهم! كما تجعل من الخليجي سائحًا غير مرغوب به، أو أنه شخص متخلف حضاريًا مهما كانت درجة ثرائه أو شكل هندامه.
وقد يتسامح المجتمع من صدور بعض التصرفات السلبية من أشخاص مغمورين لأنه حينئذ يكون تصرفًا فرديًا غير مسؤول، أما أن يزاولها بعض المشاهير الذين قلدتهم بعض الوزارات مسمى سفراء للمسؤولية الاجتماعية أو للإنسانية أو للعمل الخيري فكأنهم يؤيدون هذه الأفعال ويسهلون ممارستها لعامة الناس لا سيما الشباب والمراهقين، أو كأنه تسويق عن كيفية مخالفة القوانين!
ولا شك أن فعلتهم التي لا تتماهى مع مكانتنا الدولية وتتعارض مع الأنظمة والقوانين في بريطانيا لا تصدر إلا من أشخاص غير مبالين ولا يقدرون نتائج هذا العمل.
ومن هنا ينبغي التشديد على نشر المحتوى للجمهور، وهي مهمة الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع الذي ينبغي عليها متابعة ما ينشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي من بعض المشاهير ممن يتقاسمون الخواء الفكري والسطحية في الطرح، وحظر المتجاوزين من الظهور وتقديمهم للنيابة العامة حفاظًا على الذوق العام، وعدم التمادي في نشر غسيلهم غير اللائق ومغامراتهم غير المحسوبة.