مها محمد الشريف
تحت غطاء مخادع تقدمت عناصر حزب الله مقنعة الوجوه لإحياء الكراهية على مسافات بعيدة تزرع الإرهاب على أرضها بتصدير المخدرات منها إلى دول العالم، وبعد أن تنبهت دول في أمريكا الجنوبية إلى خطر وجود حزب الله اللبناني وأنشطته غير القانونية على أراضيها، فمن وظائف الصراع التي يشتغل بها هذا الحزب الإرهابي تحويل اقتصاد الكراهية والرغبة في الثأر إلى اقتصاد سياسي كان الهدف من ورائه تمويل الإرهابيين الذين تنشرهم في البلدان لزعزعة الاستقرار وتغذية العصابات الخارجة عن القانون.
تزايدت حالات الحذر من هذا الحزب بشكل أكثر صرامة، حيث تبذل الولايات المتحدة وحلفاؤها جهودًا لتضييق الخناق على حزب الله في أمريكا الجنوبية التي يتخذها ملاذًا وقاعدة للتخطيط وتنفيذ أنشطة إرهابية وخارجة عن القانون، وتنتشر خلايا ومجموعات في تلك الدول لتثبيت مناطق نفوذ لها هناك، ويجري وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو لقاءات في عدة دول في أمريكا اللاتينية، بالتزامن مع مؤتمر مهم لمحاربة الإرهاب تنعقد أعماله في العاصمة الكولومبية بوغوتا.
تقتضي الإجابة على هذه الأسئلة أن نقول لماذا ممارسة الإرهاب وزراعة المخدرات في تلك الدول رغم بعد المسافات ما بين لبنان وأمريكا اللاتينية؟، الأمر الذي دعا بومبيو إلى الطلب من حلفاء الولايات المتحدة اتخاذ خطوات أكثر قوة ضد التنظيم الشيعي اللبناني الذي تصنفه واشنطن «منظمة إرهابية»، معتبرًا أن وجود عناصر منه في فنزويلا هو أمر «مرفوض».
يعيشون بالقرب منا ولكنهم ليسوا منا في شيء حقيقة، حتى وجب رفضهم وإدانتهم، ورحلوا إلى خارج حدودنا إلى أقصى الأرض خارج إطار القانون في إطار سياسة إجرامية وتشويش بين الأمن الداخلي والأمن الخارجي. ونقلت عدة صحف ومنها الحرة الجهود التي يبذلها بومبيو لإيقاف إرهاب حزب الله بإجراء العديد من اللقاءات مع ممثلين عن 25 دولة في المنطقة، حيث يهدف منها إلى تعزيز جهود محاربة الإرهاب في المنطقة، ومحاصرة أنشطة حزب الله التي تشكل خطرًا على الأمن القومي للولايات المتحدة ودول أمريكا الجنوبية.
لا شك أنه تاريخ حافل بالإرهاب يعود منذ وجود حزب الله في دول أمريكا اللاتينية إلى التسعينيات حيث قاموا نيابة عن النظام الإيراني بتفجير مركز للجالية اليهودية في الأرجنتين خلف 85 قتيلاً وأكثر من 300 جريح، عام 1994، وبعد سنوات من التحقيقات والتتبع، خلص المدعون العامون في الأرجنتين عام 2006 إلى أن إيران أمرت بتنفيذ التفجير، وميليشيا حزب الله اللبناني نفذت، وذلك بعد قرار بوينس آيرس تعليق عقد نقل تكنولوجيا نووية إلى طهران.
واتهم خلال هذه الحملة الدولية فنزويلا خصوصًا بإيواء خلايا لحزب الله معتبرًا أن مؤتمر بوغوتا يجب أن «يوسع هذا التنديد وهذه العقوبات» حيث قال بومبيو من جهته أن كولومبيا «صديقتنا وحليفتنا أعلنت حزب الله منظمة إرهابية أمل أن تتخذ دول أخرى خطوات مماثلة ضد هذا التنظيم وحركات إرهابية أخرى»، وفي الوقت نفسه، أعلنت القيادة الأمريكية الجنوبية تدريبًا عسكريًا مشتركًا للقوات الأمريكية والكولومبية بين 23 و29 يناير.
يمكن القول من الوهلة الأولى إن حزب الله أوشك على الانتهاء، يبدو أن تاريخهم الإرهابي قد أزف وحقيقتهم انكشفت للعالم والمخدرات التي تهرب للدول لقتل شبابها وزعزعة أمنها قد انتصرت عليهم، ولا ينقصهم الآن إلا شجاعة الاعتراف بالهزيمة، والنهاية الوشيكة لدحر سياسات العداوة التي تمارسها ضد دول العالم، وانتهت تلك العلاقة الخصوصية التي تمتد بلا انقطاع مع إيران.