د. خيرية السقاف
كوعاء الماء..
حين يكتنز بمائه العذب فحرز من العطش, الجفاف, الضمور, الموت..
رفيق المأوى, والطريق, ملاذ العروق, والأرواح..
الماء الذي فيه, والذي كان فيه محور حياة, وموت!..
هذا الوعاء لا قيمة له دونه, ولا حاجة إليه حين يفرغ منه!..
وكل الذي كوعاء الماء إما إلى الفراغ فالنهاية,
وإما إلى العمار فالبقاء!..
كمحبرة المداد, حبرها فكر, وجفافها جهل..
حين تضخ تمدُّ فتحي, وحين تأسن تضل وتقتل!..
كالقلب حسُّه ماؤه,
حين يطيب يدرُّ, وحين يدكن يمنع!..
كالبيوت عمارها امتداد فحياة,
وشتاتها ارتحال فخراب!..
كل وعاء مكتنز بمائه رافد للحياة؛
لبشرها, ودنياها..
لفضاءاتها, ومداها........
سماء عليا, وأرضاً دنيا!!..
فكل مكتز بمكنونه, أو خليٍّ منه هو عاملٌ معادل؛
إما للحياة دواءً, أو للموات داءً!..