شريفة الشملان
منذ سنين قد لا ندركها والعالم كله يتعرَّض لموجات من الهلع، ولكن جيلنا يذكر بكل تأكيد الجمرة الخبيثة، تتذكرون (بوش) وهو يحمل قارورة بها مسحوق أبيض، ربما بعض دقيق أو بودرة تالك للأطفال، ويهزه وهو يقول هذا مسحوق الجمرة الخبيثة الذي يصنعه صدام (كذبا وزورا) وسيبيد الناس، حقاً لم نكن نعلم ما هي الجمرة الخبيثة ولا كيف تنتشر، لكنها صناعة الرعب، فلا أغلى على الإنسان من صحته.
قبله كان الهربس والخوف منه والوقاية وارتجف العالم خوفاً، راحت الناس تبحث عن طرق الوقاية وتستهلك المنتجات الصيدلية، ومن ثم أشكال وأسماء مختلفة للأنفلونزا، طيور وخنازير، اسبانية وهونج كونج، حتى وصلنا على جيل جديد من كورونا، وهذه المرة من الصين.
في الصين يقال إن هناك بكتريا هربت من المختبر، وانتشرت لأنها وجدت لها جواً مناسباً، فهناك كثافة سكانية وعدم عناية بالصحة العامة، أكل ومخالطة الحيوانات المصابة، طوَّرت نفسها وخلقت لها جيلاً أقوى يصيب الحيوان والإنسان، بعض الحيوانات تنقله لكنها كونت لها مناعة فتعايشت معه.
عولج من (الكورونا) أناس وشفوا وبعضهم ماتوا، وراحت المعامل تعمل جاهدة أو سبق أن جهَّزت نفسها من قبل لبيع اللقاح، وكل يوم تظهر لنا أشكال من التصريحات، مرات عن اللقاح ومرات أخرى عن الدواء المنقذ.
الذي لا نعرفه ولا تعرفه منظمة الصحة العالمية بعد، هو ما تأثير اللقاحات بعد فترة زمنية قد تطول وتقصر، وما الآثار الجانبية لهذه الأدوية وكيف تأثيرها حتى على النسل والعقم؟
عموماً تطورت الصحة العامة لدى عموم الشعوب تعقيم ونظافة وعدم تربية حيوانات في المنزل، يقتصر بعضهم على الهررة والكلاب وحتى هذه تنظف وقد يمر تعقيم على شعرها.
تطورت الاتصالات العالمية وصارت الدول أقرب، سابقاً قد يحدث الوباء وينسحب دون أن يدري أجدادنا به، حصدت الأنفلونزا الإسبانية عام 1918 ما يزيد على 30 ألف ضحية، نجدها لم تصل لديارنا، بينما وصل الطاعون عبر البواخر القادمة من البلدان المصابة حيث يصل الفأر حامل المكروب مختبئاً داخل البواخر، ومن ثم يهرب عبر المجاري وينشر الداء. الكوليرا كانت مع الخضار والفواكه غير النظيفة والمياه الآسنة غير النقية.
نحن لا ننكر وجود الأمراض ووجود العدوى لكننا ضد الرعب والهلع الذي يأخذ بتلافيف الناس، وضد الضجيج الإعلامي الذي يكاد يجعل الناس تمسك بيوتها.
مع إيماننا بما كتب الله لنا بالوقت ذاته مع (اعقلها وتوكَّل).
حمتنا النظافة البدنية والالتزام بالشرع المطهر من أمراض الهربس ومن ثم الايدز الذي هو أصلا صناعة لتجارب في أفريقيا، حيث انتشر أولاً بين القرود ومن ثم البشر، وأصبح يكلف الكثير للدول ويدخل المليارات لجيوب شركات صناعة الأدوية.
العبث بالصحة تجارة صناع السياسة وتجار الأدوية السياسة لتمارس ضغوطها وتعمل ما بدا لها وهي مرتاحة، فالناس في غفلة عما تفعله، ومثل ذلك ما حدث في 11 سبتمبر والتي عليها تأسست حرب الإبادة للعراقيين والابتزاز لنا. وإلا بربكم كيف يحترق كل شيء وتبقى الجوازات السعودية سالمة، وحدِّث العاقل بما لا يُعقل فإن صدَّق فلا عقل له.
نحن نعيش معضلة اسمها صناعة الهلع ومن ثم جر الناس وسحب الأموال، بعدها تلجأ الدول للبنك الدولي فترهن مستقبلها وحرية حركة اقتصادها للبنك والدول القائمة عليه.
وباءٌ قد ينتشر نعم، ولكن هناك أساليب رادعة، أهمها النظافة بشكل عام، على الدول أن تنبِّه موطنيها لذلك ليس في أيام الأوبئة بل في كل وقت.
وهذا الذئب يتجول في العالم الآن وربما ينحسر فيلحق به وليده الذي حتما يكبر وتكبر الفكرة معهم، إنها تجارة الهلع وربح مصانع الأدوية الغربية.
دمتم بصحة وعافية ولا تنسوا النظافة، ومن كان قلبه نظيفاً كل شيء سيكون نظيفاً.