ميسون أبو بكر
كغيري من السعوديين فأنا أنتمي لفضاء تويتر أكثر من مواقع التواصل الإلكتروني الأخرى، مثل فيس بوك وسناب شات وإنستغرام، رغم أن لي أنشطة وتغطيات متعددة على سناب شات الذي له شريحة خاصة وكبيرة من المتابعين إلا أن تويتر له نكهة مختلفة لعباراته المختزلة وفئة المغرّدين الجادين فيه، ولأنه يفتح باب نقاش على قضايا مختلفة ويتفاعل عليه السعوديون بشكل كبير، حتى إن بعض التغريدات قد تصل ترند وتحظى بتواصل حكومي نشط نظرًا لمواقع هذه الجهات على تويتر وسرعة الرد والتفاعل.
تويتر الذي له أنظمة وقوانين قد تختلف قليلاً عن بقية مواقع التواصل الحكومي الأخرى فهي أشد صرامة وتدقيقاً لذلك فنحن نحترم هذه المنصة التي أنتمي إليها كمثقفة وكاتبة رأي وتمنحني مساحة جميلة لعرض مقاطع شعرية وفيديوهات هادفة أستمتع بمشاركتها مع المتابعين لي في تويتر والتي تعدت المئة ألف مشاهدة لكل منها.
ما حدث مؤخراً في تويتر من تقييد وإغلاق مئات من الحسابات السعودية معظمها بدون أسباب هو ما دعاني لكتابة هذا المقال, فقد حاولت مراراً أن أجد مبررًا لتقييد عدد من الحسابات على تويتر في الفترة الأخيرة فراجعت الحسابات المغلقة أو المقيدة لمعرفة الأسباب دون أن أصل لتجاوزات أو تخطي حدود الأدب أو الحرية في معظمها، حتى وقعت أنا فريسة لهذه الحملة الشرسة مرتين قيد فيها حسابي أولاهما لأسبوع وثانيتهما حتى لحظة كتابة مقالي هذا.
وإذ تجول القارئ الكريم في حسابي التوتري @mayabubaker لوجده واحة للشعر، وفضاء لتبادل الآراء حول مقالاتي التي لا تخلو من السياسة ومتابعة الأوضاع التي تدور حولنا بتحليل لا يقترب من السفاهة أو التجريح وتلتزم احترام الرأي الآخر.
ولعلي بعد مراجعة معمقة ومتفحصة لكل التغريدات لم أجد ما يتحدى قوانين تويتر أو يتعدى قانون الحريات التي أعتقد أنني أُلم بها، حتى في تعليقي الأخير على ما جاء في فيديو مستفز وهجومي نشره مذيع قناة الجزيرة؛ كان تعليقي مهذباً خالياً من أي عبارات قذف أو سب أو شتم أو تجريح، فأنا حتى في تحيزي لمواقفي السياسية لا أتجاوز الأنظمة وحدود الأدب.
السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي مصداقية تويتر أمام مستخدميه في ظل إغلاق حسابات مهمة وجادة لم تتجاوز حرية الآخرين أو تخل بالأخلاق العامة والآداب؟
إن تويتر حين يقوم بتقييد وإغلاق عدد من حسابات المغرّدين السعوديين بدون مراجعتها أو تحري الحقيقة في الشكاوي التي تصلهم على بعض التغريدات فهذا يفتح الباب لبعض المغرّدين بالعبث بمصداقية تويتر بحد ذاته وتوجيه الشكاوي لتصفية الحسابات ومن غير وجه حق.
إذا كان تويتر منصة عالمية ويحرص على الانتشار والمصداقية عليه أن يعيد سياسته ولا يتعدى على حرية الآخرين طالما أنه يطالب باحترام حرية منصاته.