فهد بن جليد
ما تحويه بسطات (عجائز الأسواق) -وفقهنَّ الله- من حِنَّا ومشاط وديرم و(حوايج) مُفيدة وضارة، وأغراض مُتضادة وغير مُتناسقة، فأي شيء (يكَسِب النص) تجده عندهم دون جمرك أو ضرائب، لا فرق بين كل هذه الحاجيات والمحتوى التجاري والتسويقي لبعض مشاهير التواصل الاجتماعي، الذين لا همَّ لهم سوى حصد الأرباح وسداد قيمة الإعلان، الوقت قد حان -إن لم يكن فات أصلاً-على تقنين وضبط عشوائية إعلانات مشاهير التواصل، فما يجري يحتاج إلى تنظيم أكبر وأكثر، للقضاء على الظواهر السلبية التي تعجُّ بها الكثير من (البسطات الرقمية) في الترويج.
هناك تهويل وتضخيم لدور بعض مشاهير التواصل الاجتماعي في التأثير الإيجابي أو السلبي والأخير نُعاني منه أكثر، وقد تحدثتُ سابقاً عن مُساهمة ذلك في إنتاج رسائل عكسية مع فتح المجال لبعض (المُهرجين) الذين أخرجتهم هذه المنصات للقيام بتغطية إعلانية لمُناسبة أو مُنتج أو خدمة، فالنصيحة التي أقدمها -دائماً - لمن يُريد التعامل مع هؤلاء هو إعداد مادة (إعلانية) مُنفصلة ومُستقلة وفق معايير وأهداف الإعلان العلمية والمنهجية المعروفة، حتى نضمن أنَّ رسالة المُعلن ستصل بشكل واضح ومُباشر وصحيح للمُتابعين، ومن ثم استئجار مساحة من منصات (الموصلين) لإيصال الرسالة أو المادة المطلوبة بشكل سليم دون أي تشويه أو تدخل مُباشر من صاحب (البسطة الرقمية)، هذه أفضل وأسلم صور الإعلان عبر منصات هؤلاء، وفي أضيق الحدود.
مازلنا في انتظار تنظيم سوق (البسطات الرقمية) التي لا تخضع لرقابة تمنع أي تلاعب أو تحايل مالي مُريب، فلا قواعد ولا سلم أو مسطرة إعلانات، ولا رسوم ولا ضرائب على هذه المُنتجات الإعلانية والتجارية، سوق إعلانات مشاهير التواصل الاجتماعي (بالعشوائية) التي يعيشها الآن، يحتاج لتدخل جهة ما ؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.