يعد «نيزك وبر» أحد أهم معروضات المتحف الوطني بالرياض، وأحد القطع المشهورة عالميا، حيث يزور المتحف عدد من المهتمين لمشاهدة هذا النيزك خصيصا. ففي قاعة الإنسان والكون في المتحف يوجد أكبر نيزك سقط على أرض الجزيرة العربية -حسب المهتمين-، ويسمى هذا النيزك نيزك وبر.
وكان هذا النيزك، الذي يتجاوز وزنه أكثر من طنين، معروضا أمام كلية العلوم بجامعة الملك سعود بمقرها القديم في الملز بتوجيه من المغفور له الملك فيصل -رحمه الله- ثم في مقر الجامعة الجديد، وأخيرا نقل هذا النيزك بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» حين كان أميرا لمنطقة الرياض ليكون معلماً بارزاً ومهماً في المتحف الوطني.
سقط نيزك وبر في الربع الخالي واكتشفه المستشرق والرحالة جون فيلبي عام 1932م ونقل بعد ذلك إلى أرامكو ثم إلى جامعة الملك سعود (جامعة الرياض سابقا) في عام 1971م بأمر من جلالة الملك فيصل رحمه الله. وهناك كثير من المعلومات عن هذا النيزك، وعن موضوع منطقة الوبر التي يمكن أن تفيد زوار المتحف والتي تؤرخ لهذا النيزك. بدوره يشير الدكتور حسن محمد باصرة أستاذ الفلك بجامعة الملك سعود إلى أن نيزك وبر يتميز بسقوطه في بحر من الرمال في منطقة نائية عن الحركة البشرية، مما حفظ آثار ارتطامه كما هي، بعد أن غمرتها الرمال..
وأوضحت الدراسات الدقيقة أن تركيز آثار الارتطام على الأجزاء الجنوبية الشرقية من الفوهات بينما ينعدم في النواحي الشمالية والغربية مما يشير إلى أن سقوط النيزك كان بميل ومن اتجاه الشمال الغربي. وقدرت سرعة النيزك قبل الارتطام ما بين 4.000 إلى 60.000 كيلومتر بالساعة، وكتلته بحوالي 3.500 طن، بها حوالي 90% من عنصر الحديد. وكان لسقوطه ذي الميل الشديد كبير الأثر في جعل الاحتكاك الجوي هائلاً مما يجعل جرم النيزك يتكسر في الهواء قبل وصوله إلى الأرض إلى حوالي أربع قطع. وقُدِّر الأثر الناتج عن ارتطام أكبرها بقوة القنبلة النووية التي أسقطت على هيروشيما. وقد غطت آثار الارتطام حوالي 500×1.000 متر. كما جلبت إحدى قطع هذا النيزك -والتي تزيد كتلتها عن طنين- إلى جامعة الملك سعود بالرياض، وهي موجودة الآن بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض.
ويضيف الدكتور باصرة: «كان أول تقدير لتأريخ هذا الحدث اعتمادًا على مشاهدة كرة نارية عبرت سماء مدينة الرياض (على بعد حوالي 550 كلم من موقع الوبر) في اتجاه موقع الحدث، وذلك خلال إحدى الزخات الشهابية سنة 1863م أي حوالي 141 سنة (شمسية/ ميلادية) مضت.
ومن ناحية أخرى أفادت الدراسات الكيميائية الأولية أن عمر هذا الحدث حوالي 450 سنة، ثم أشارت الأبحاث الأخيرة (2003م) من جامعة إيديليد بأستراليا على العينات المجمعة مؤخرًا من موقع ارتطام النيزك أثناء الرحلات الأخيرة إلى نتائج تقديرية جديدة وهي 290-+ 30 سنة، إلا أن الأرجح نشير أن يصل إلى حوالي 300 سنة، وذلك استنادًا لما أشارت إليه بعض المشاهدات التاريخية لحادثة ظهور كرة نارية في السماء ليلاً أذهلت كل من رآها.