ناصر الصِرامي
في «بيبان الرياض» كانت الأبواب قليلة جداً على حجم الضيوف، مؤشرًا غير حميد، لكن لا يعكس كرم المستضيفين!
والحقيقة أنني متأكداً تماماً أن كرمهم كبير وعالٍ جداً، إذا ما تابعنا الحملة التسويقية التي سبقت الحدث، من المنصات الرقمية إلى إعلانات الطرق كانت منشآت وكعادتها مبدعة في إخراج المظهر.
الحضور كان كثيفاً من الصباح الباكر، بل ويتضاعف وخريطة قوقل أخذتنا إلى المدخل الخلفي قبل أن نعدل وجهتنا إلى المكان الصحيح مع عشرات السيارات القادمة والمغادرة.
في الداخل كان تسجيل المعرض غير تسجيل المؤتمر، أو هو تعطل نظام التسجيل أو اختلال قاعدة البيانات أو الأجهزة، خلل واضح رغم تباين التفسيرات، حيث كانت عملية تأكيد التسجيل وطباعة بطاقة الحضور تأخذ وقتاً أكثر من اللازم بكثير، بل وأحيانًا تتطلب إعادة سرد نفس المعلومات التي أدخلتها إلكترونياً قبل أسبوع، أعادتها لموظف التسجيل شفهيا.
بالمناسبة، والحق يذكر أن التسجيل الإلكتروني كان سريعاً ومنظماً ورسائل التنبيه والتسويق عبر التطبيق وحتى الإيميل والرسائل النصية كان يتم بشكل احترافي. لكن يبدو أن «بيبان الرياض» حقق إبداعاً واضحاً، وربما وجده المنظمون كافياً، «قبل» الحدث كان كل شيء يرفع حجم التوقعات ابتدأ بالرسائل التي أرسلتها منشآت لكل زوايا الرياض.
لكن رفع حجم التوقعات هو الآخر، لا يمكن أن يغطى حقائق ضعف يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، في مختلف محطات الترتيبات اللوجستية مع وأثناء الفعالية.
سمعت مشرف الأكل والمشروبات يتصل بمسؤوليه، ويصور أعداد المصطفين في الداخل وطابور طويل للمنتظرين في الخارج، وينظر إلى طاولات المشروبات والمأكولات الخفيفة ويطلب المزيد، والمزيد من المساعدين. لا يمكن لحجم القاعة ولو ثلاث مرات إضافية أن يستوعب الحضور، والحضور في داخل القاعة متحركون أكثر من ساكنين بسبب البحث عن مقعد، لتختلط الأصوات أحيانا في ظل أخطاء تقنية في الصوت أصلاً.
تصوروا، أن «بيبان الرياض» -المؤتمر-لم تكن مهتمة بالمحتوى المحلي، حتى ولو كان محتوى مستقلاً من نجاحات منشآت نفسها، لمشروعات دعمها لقصص نجاحاتها العملية.
في المعرض المزدحم بتنظيم كان يفترض أن يكون أكثر عملية وتنسيقاً، (مقترح):كان يعلن قبل أشهر عن برنامج للقاء بالممولين -وهم من يبحث عنهم كثيرا من الشباب الحضور-، ومن ثم قامت «منشات» بفرز الطلبات وتحديد اجتماعات مجدولة لأكبر عدد من أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي أنشئت لترعاهم. لكنها أخفقت حتى في توقع حجم الاستجابة لحملتها التسويقية الكبيرة.. ولو قامت بالتقدير والتدبير الجيد لكانت البيبان (أبواب)، أبواباً تقدر هذا الحضور والشغف.. لكن «منشآت» لم تبدل هذا الشغف بتحية قريبة منها..!.. لكن لعلها -بإذن الله- أول الأبواب، وليس أجملها.