أ.د.عثمان بن صالح العامر
(لقد شرَّف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، خدمة نفخر بها، فجعلنا رعايتهم وسلامتهم في قمة اهتماماتنا، وسخَّرنا لهم كل ما يعينهم على أداء حجهم، وفق مشاريع متكاملة تهدف إلى تيسير أداء الحج، وسلامة قاصدي بيته الحرام، ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، مكملين بأعمالنا الجهود الجليلة التي بذلها ملوك هذه البلاد المباركة، منذ عهد مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز - رحمه الله رحمة واسعة).
هذه الكلمات من لدن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - والتي تكرَّرت بمعناها على ألسنة قادة بلادنا وولاة أمرنا في أكثر من مناسبة وفي أعوام مختلفة - لها دلالاتها العميقة ومعانيها العظيمة التي كنت مثل غيري كثير أجني ثمارها الظاهرة وألمس آثارها النافعة ويخفى علي كثير مما هو في البنى التحتية والأعمال الخلفية حتى تشرَّفت مع مجموعة من الزملاء الأعزاء والأصدقاء الأوفياء السبت الماضي بزيارة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في المدينة المنورة واطلعت من خلال العرض المرئي والجولة الميدانية على جملة من الأعمال النوعية المتميزة بحق سواء الدينية منها أو التوثيقية التاريخية التصحيحية أو الإعلامية أو الهندسية أو الإرشادية التوعوية العامة التي تتسم جميعاً بالدقة المتناهية والجودة العالية والإتقان التام، الأمر الذي يعكس بكل مصداقية وشفافية ووضوح الدلالة الحقيقية للخدمة المتميزة والرعاية الكاملة للحرمين الشريفين التي نشرف بها جميعًا في بلادنا المباركة حكاماً وشعباً.
إن مما منَّ الله به على هذه الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية أن رزقه قادة يولون الأماكن المقدسة والبقاع الطاهرة والمساجد العامرة - بيوت الله - خاصة منها الحرمان الشريفان هذا الاهتمام الكبير والرعاية العظيمة ويبذلون من أجل راحة وطمأنينة الحاج والمعتمر والزائر الغالي والنفيس، وليس والله من رأى كمن قرأ وسمع، ولذا حق لنا أن نفخر بانتمائنا لهذا الوطن المبارك ونثمِّن عالياً الجهود الجبارة التي لا مثيل لها في التاريخ من أجل وفود الرحمن، ويكون منا جميعاً كل حسب موقعه وقدرته الرد الصارم على كل بوق ينطق بالدعوى المغرضة التي تسوِّق لمثل مقولة (تدويل الحرمين)، فوالله ثم والله لو رأى كل محايد منصف أياً كانت مرجعيته وخلفيته الثقافية وانتماؤه الوطني والمذهبي والفكري ما رأيت وسمع ما قيل لما جرأ يوماً ما أن يعيد هذا الطرح الباهت المستهلك الذي ينبع من حسد وحقد وكره ومصالح سياسية خاصة لا تحقق مصلحة مجموع المسلمين كما هو حادث في عالم الواقع اليوم في ظل عهد ميمون مبارك يحرص على تقديم كل ما من شأنه خدمة الحرمين وسلامة الحاج والمعتمر والزائر بدءاً من فكره وعقيدته مروراً بسلامة جسده وصحته وانتهاءً بسلامة حركته وتنقلاته دون تفريق لجنس أو لون أو مذهب ومنهج، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ثم الثناء والتثمين للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على ما تقدّمه وتبذله من جهد مميز حقه أن يراه الكل ويخرج للجميع بلغات عالمية مختلفة عبر قناتي القرآن الكريم والأحاديث النبوية التابعتين لوزارة الإعلام أو غيرهما، وشكر خاص للعاملين في فرع الرئاسة بالمدينة المنورة لإتاحة الفرصة لنا بزيارة الفرع والاطلاع على طرف من الجهد المبذول، والشكر موصول للإخوة الزملاء في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم على التنسيق والمتابعة.. وإلى لقاء، والسلام.