لا توجد مؤسسة حكومية أو شركة خاصة إلا وبها من المشكلات والصراعات ما الله به عليم، مع تفاوت في حِدة المشكلات فيما بين المؤسسات الحكومية أو الشركات، فقد تكون كبيرة ومعقدة في مؤسسة ما، وقد تكون صغيرة وبسيطة في مؤسسة أخرى.
وكما نعلم فإنَّ المشكلة هي «موقف عاثر يُعيق أداء العمل وتتطلب لقرارٍ ما يُسهِم في حلها».
وقد جرت العادة بأن من أهم مهام القائد في بيئة العمل المليئة بالمشكلات اكتشاف المشكلات التي تتعرض لها المؤسسة أو الشركة التي هو مسؤول عنها من خلال (الإحساس أو الشعور بوجود المشكلة) التي تُعد أولى خطوات حل المشكلات، وذلك من أجل وضع حلول للحد من هذه المشكلات، التي ستكفل لجميع أفراد المؤسسة أو الشركة التكيف مع بيئة وظيفية مليئة بالعمل الجاد والحماس دون أي معوقات تتسبب في تعثر العمل، أما إذا كان هذا القائد غافلاً عن المشكلات التي تتعرض لها المؤسسة أو الشركة التي هو مسؤول عنها أو لا يُجهِد نفسه في إيجاد حلولٍ للمشكلات، فإنه عندئذٍ امتلك لقب قائد بالاسم فقط دون الفعل، لذا فهو لا يستحق هذا المنصب الوظيفي، وكان الأولى به ترك هذا المنصب لمن هو أكفأ منه.
ومن مهام القائد في بيئة العمل المليئة بالمشكلات الاعتراف بوجود المشكلات، وليس بإخفائها مما يتسبب ذلك في تراكمها وصعوبة حلها في المستقبل.
كما أنَّ من مهام القائد في بيئة العمل المليئة بالمشكلات أنْ يبني علاقات اجتماعية جيدة مع الموظفين لكي يستطيع أن يتفهم مشاعرهم، ويعي ماذا يريدون؟ لتوفيره لهم، وما هي المشكلات التي تواجههم؟ لتذليلها لهم، لإيجاد بيئة عمل جاذبة كفيلةٌ بتحسين إنتاجيتهم ورفع مستوى المؤسسة أو الشركة التي يعملون بها، كما أنَّ نجاح قائد المؤسسة أو الشركة مرتبطٌ بنجاح الموظفين الذين يعلمون تحت قيادته.
ومن مهام القائد في بيئة العمل المليئة بالمشكلات استخدام استراتيجية (العصف الذهني)، من خلال تكوين فريق عمل خاص بحل المشكلات في بيئة العمل، ممن يمتلكون مزيجاً من الخبرة مع العلم، لتُطرح عليهم المشكلات التي تواجهها المؤسسة أو الشركة ويُترك المجال لهم لتقديم استشارات واقتراحات لأفضل الحلول الممكنة وبعد ذلك يتم اعتماد أفضل حل مطروح منهم لتجربته واختبار نتائجه.
كما أنَّ من مهام القائد في بيئة العمل المليئة بالمشكلات الاستعانة بخبراء من خارج بيئة العمل لهم باع كبير في مجال حل المشكلات خصوصاً عندما يجد نفسه غير قادر مع الموظفين الذين يعملون معه لإيجاد حل مناسب للمشكلات التي تتعرض له المؤسسة أو الشركة التي يعملون بها، وقد قيل في الاستشارة: «من شاور عاقلاً كمن أخذ نصف عقله»، وقيل أيضاً: «من شاور أهل النصيحة سَلِمَ من الفضيحة».
ومن مهام القائد في بيئة العمل المليئة بالمشكلات التقرب من المراجعين أو المستفيدين للمؤسسة أو الشركة، للسماع منهم عن مدى رضاهم عن أداء الموظفين وما تقدمه المؤسسة أو الشركة لهم من خدمات، وما هي أبرز المشكلات التي يواجهونها؟ وما هي أفضل الحلول من وجهة نظرهم لحل مثل هذه المشكلات؟ لأن هؤلاء المراجعين أو المستفيدين قد يرون ما لا يراه القائد والموظفون، فيكونون خيرَ عونٍ للقائد في اكتشاف المشكلات، كما أن القائد قد يجد منهم حلولاً جوهرية لمثل هذه المشكلات من خلال إشراكهم في وضع الحلول مما يجعل القائد هنا يحقق أهم أهداف الجودة في بيئة العمل ألا وهو: (رضا العميل عما يُقدَّم له).
كما أنَّ من مهام القائد في بيئة العمل المليئة بالمشكلات البدء بحل المشكلات ذات التأثير السلبي على أداء وإنتاجية الموظفين لديه، وهذا ما أكدَّ عليه الكاتب ستيفن كوفي في كتابه (العادات السبع للناس الأكثر فعالية) حين قال: «ابدأ بالأهم فالمهم»، ففي المؤسسات الحكومية مثلاً: حل مشكلة (المركزية في اتخاذ القرارات) أهم من مشكلة (نقص الموارد المالية).
ختاماً..
المؤسسة الناجحة دليلٌ على وجود قائد ناجح.