سهوب بغدادي
فيما نستمع ونرى بعض الحالات في المجتمعات لطلب اللجوء إلى الخارج لأسباب عديدة من أبرزها الهرب من وطأة الحروب كإخواننا في سوريا، أو للفرار من الاضطهاد الديني مثال على ذلك شعوب «الإيغور» و»البورميون» فما يجدونه من اضطهاد يفوق الوصف وتفاصيله. أيضا تعد الحالة الاقتصادية إلى جانب الأوضاع السياسية والأمنية والدينية والاجتماعية من الأسباب التي تدفع المواطن إلى ترك وطنه خلفه بكل ما فيه من أهل وأصدقاء وذكريات فيفضل بذلك الحنين الحارق على كل أمر دخل وتداخل في تكوينه اليوم كشخص، ليبدأ رحلة البحث عن الذات في ذوات أخرى وممر مأهول ومألوف لذلك الزقاق الفائض للحميمية، بتفاصيله غير المثالية ومن فيه. حقا، إن طلب اللجوء ظاهرة مجتمعية بارزة تستحق التوقف عليها ودراستها بطريقة محكمة ووافية، حتى نعرف الأسباب وأقصد تلك الحقيقية والدفينة والظاهرية تباعا بغية الحد منها وإيجاد سبل فعالة للتوعية من آثارها وأبعادها التي تنعكس على حياة الفرد ومجتمعه القريب والبعيد. في هذا النطاق، أكبر دور وزارة الخارجية السعودية الفاعل في مجال دعم القضايا الشائعة في المشهدين الوطني والعالمي على حد سواء. وذلك من خلال تعاونها مع السفارات والكيانات المؤثرة في المجالات المنوطة بالعمل المرجو، وخير مثال تجربة الأستاذ إبراهيم الدوسري وهو أصغر مستشار قانوني فيما يختص بالقانون الدولي لدى المنظمة العربية بالإضافة لحضوره اجتماعات السفراء العرب إضافة إلى أعماله غير المسبوقة في المجال الإغاثي من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، علاوة على تجربته التي تعد الأولى من نوعها في المملكة عبر ترشيحه من قبل وزارة الخارجية الألمانية من ثم تدريبه تدريبا مكثفا في مجال قضايا طالبي اللجوء، حيث عقدت الدورات التدريبة في مقر الصليب الأحمر وجامعة (Akkon)المختصة في العلوم الإنسانية. قال إبراهيم من خلال مجموعة من التغريدات على حسابه على منصة تويتر: «كانت المفاجئة أن طالبي اللجوء من 35 دولة مختلفة وحجم العمل والتحدي كبير، ودوري كان بتحضيرهم قانونيا للمقابلة التي ستحدد قبول طلبهم من عدمه لأنهم كانوا في مرحلة التقديم وفرصة القبول صعبة وأفرد: أن تنوع ثقافاتهم وقصصهم وأسباب اللجوء شكلت تحديا كبيرا باعتبار أن أغلب الجنسيات كانت إفريقية سمراء وإيران والعراق وكردستان والمغرب العربي وسوريا وفلسطين وأفغانستان وفيتنام». كما ذكر تفاصيل بيروراطية يصعب شرحها كلم شمل العائلة بطفلهم الذي لم يبلغ الـ18 من عمره بعد وأمور أكثر من ذلك بكثير. فيما صدم الشاب السعودي بمعاناتهم في طريقهم إلى حافة طوق النجاة قائلا: «كان فيه قصص مخيفة، طريقة التهريب لوحدها وكيف وصلوا ووين ناموا وايش أكلوا كانت مرعبة لدرجة كبيرة، كانوا ينامون في الغابات 90 % منهم ويأكلون أوراق الأشجار وتلتها حالات الاعتداء والضرب وتفريق الأسرة في حال تم ضبط أفرادها. وذكر الشاب أن اللجوء سهل في ظاهره ولكنه صعب باعتبار الدول المانحة للجوء صارمة فيما يتعلق بالقوانين والأنظمة والضرائب وتكلفة العلاج بالنسبة للمواطن عامة والأجنبي بشكل أخص». باعتقادي أن التوعية خير سبيل للوقاية والحد من أي ضرر ونحن بانتظار مثل هذه البرامج النوعية والفريدة للارتقاء بمجتمعاتنا وتبصيرها. وأكتفي بمقولة مؤثرة لإبراهيم تختصر ما سبق: «اللي يفكر باللجوء أو الهروب عشان سبب تافه والله لن تجد مثل بلدك خصوصاً دول الخليج العربي والدول العربية».
(بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن ظنوا علي كرام.. ولو أنني أعرى بها وأجوع ولي كف ضرغام أصول ببطشها.. وأشرى بها بين الورى وأبيع).