هالة الناصر
عوَّدتنا النيابة العامة على حفظ الحقوق العامة والخاصة في القضايا المختلفة، والقيام بواجبها على أكمل وجه، غير أنها أضافت على أدوارها خدمات إنسانية أخرى تؤكِّد فعلياً أنها تهتم لأمر الجميع، بالتوعية المستمرة حول الأعمال التي قد تسبب لهم مصاعب وتدخلهم في مشاكل قانونية، يصعب الخروج منها، ومن الأشياء الجميلة التي تبرهن أن النيابة واجهة إنسانية وتوعوية قبل أن تكون جهة حكومية، وهمها في المقام الأول مجتمع معافى، خال من الجريمة والفساد الأخلاقي، هو إطلاق إدارة الاتصال المؤسسي ملتقى «اسأل النيابة»، لتفعيل الجانب التوعوي من خلال إلقاء الضوء على الحدود والضوابط القانونية لما يُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن البعض يستخدمها بلا وازع أو ضمير، وآخرين يستغلون عدم وعي البعض لإيقاعهم في شراك المخالفات القانونية، ولعلم النيابة بالأساليب الملتوية لضعاف النفوس، واستغلالهم السيئ لتعاطف بعض مشاهير منصات التواصل الاجتماعي معهم، كانت التوعية حاضرة عبر الملتقى الأخير، الذي يجسِّد دور النيابة التوعوي الكبير، لأخذ الحيطة والحذر من التعامل مع التسويق غير معلوم الجهات لجمع الديات، وسداد المديونيات، ومساعدة المحتاجين، وغيرها من الأساليب التي شاعت في الفترة الأخيرة للنصب والاحتيال، ودعم جهات مجهولة، تستدر عطف الغافلين عن الجوانب القانونية وغير العارفين بأنظمة المملكة، وفي اعتقادي، أن ما تقوم به النيابة من أعمال مميزة في مختلف الجوانب، يجعلنا مع هذه التوعية التي تنتج مجتمعاً سليماً بكل تأكيد، ويكون من السهولة السيطرة على بقية المتفلتين عندما ينتشر الوعي بين أفراد المجتمع كبيرهم وصغيرهم، وبالتالي تغلق كل المنافذ في وجه من يريد أن يطبِّق عملاً إجرامياً عبر استغلال مشاهير التواصل الاجتماعي، ويجمع أموالاً بطرق غير مشروعة، أولى بها من يستحقونها فعلاً، بدلاً من ذهابها إلى جهات تستخدمها في إلحاق الضرر بمجتمعنا، خلاصة القول أن ندوة «اسأل النيابة» نقلة نوعية بكل المقاييس على مستوى مهام جميع الجهات الحكومية بلا استثناء، هذه الندوة رفعت السقوف الإنسانية لأدوار الجهات الحكومية التي تقوم على خدمة المواطن أولاً، الصدى الذي حققته الندوة يثبت نجاحها وأهميتها، رسالة توعوية حققت أهدافها بسرعة البرق، تحية تقدير لمعالي النائب العام ولرجاله المخلصين الذين يثبتون دائماً أن هذا الوطن العظيم وهذا الشعب الكريم همسنام الإنسانية التي رسمها ديننا الحنيف.