د. صالح بن سعد اللحيدان
1 - يقال تغير: من التغير.. تبدل.
2 - ويقال يتغير: يراد يختلف.
3 - ويقال تغيرت الفتاة: تبدلت.. واختلفت.
4 - وتغيرت الطريق: اختلفت من حال إلى حال.
5 - ويتغير: اتصف بصفة أخرى.
6 - والتغيير: التبديل ولو بصفة دون أخرى.
7 - والتغير: انقلاب الحال إلى غيرها.
وهذا لا إشكال فيه، كذلك قال من تقدم في أسفار الأولين.
وإذا كان التغير قد يعني تعدد الحالات أو الصفات فهذا محط القول هنا.. ولا كلام.
وهو يشبه أو يشتبه بالتقمص.
وتلك حالة نعاني منها في مجال الاستشارات القضائية الدقيقة، وكذلك الحال بالنسبة للطب النفسي السريري، نعاني منها كثيرًا إذا كان من أمامنا أو يطلب مساعدتنا لا يفصح عن أصول نشأته وقراءاته وأهدافه مهما كانت تلك وتلك.
لكن من الميسور جداً أنني أدرك جيداً حالة مَن أمامي بعد سؤال وسؤال وبحث عن خبايا اللاشعور دون علم ممن يزورني وينشد الرأي الصواب ليكمل حياته شخصية سوية متوازنة ومعتدلة.
ولأبين (للقارئ العزيز) حقيقة لا بد أن ندرك حقيقتها؛ لأن فقه واقع النفس أمر لا محيد عنه.
ففي الدراسات النفسية الطبية طبعاً لا الدراسات النفسية النظرية هناك ما يطلق عليه طبيًّا
(Multiple persnality Disrder)، وهي حالة مرضية، قد لا يعيها صاحبها لحال الموقف الذي هو فيه، ولكن هناك نوعاً آخر من الناس يدرك ذلك جيداً، ولكنه يتكيف مع كل موقف بما يناسبه، أي إن لديه تنوعاً لا شعورياً في شخصيته؛ ففي كل حال وفي كل موقف له شخصية أخرى، تختلف عن حقيقة شخصيته.
وهذه حالة من حالات كثيرة، أواجهها أثناء بعض القضايا القضائية أو في بعض حالات التحليل النفسي، ويظن هذا النوع أنني لا أدرك أمره، لكنني أدرك ذلك جيداً، إلا أن هذا النوع من الناس لا شعورياً يرى أنه قد قام بتنوع بمهارة وصدق.
وقد تبيّن لي بعد مواقف كثيرة من بعض هذا النوع ما بين سن (15 حتى 60 إلى 70 عاماً) أن تلك الحالة أو الحالات المتنوعة من شخصية إلى شخصية أخرى تبيّن لي أنها وسيلة دفاعية ليس إلا، لكنها في قرابة 30 % لا شعورية، بينما 50 % تتنوع الشخصية لديهم عن طريق الاستدعاء التقمصي حسب كل حال.
وهذا وذاك كلاهما مرض نفسي مرير إلا أن الأول أهون؛ إذ يمكن علاجه، ولكن المشكلة عند النوع الثاني 50 %، فهذا مقصود منه أشياء أخرى، وذلك مثل:
1 - أنه يوحي إليك أنه عاقل ورزين.
2 - يوحي إليك أنه عالم أو مثقف.
3 - يوحي إليك أنه كثير الاطلاع.
4 - يوحي إليك أنه متماسك وقوي الشخصية.
5 - يوحي إليك أنه شديد التواضع.
6 - يوحي إليك أنه مثلك تمامًا.
7 - يوحي إليك أن لديه علاقات عالية القدر.
8 - يوحي إليك أنه مطرب العصر والمغني الأوحد.
9 - يوحي إليك أنه محسود وإلا فهو عظيم.
وهذا علاجه صعب جداً، ولكني وجدت أن 25 % من هذا النوع يصطدم بالواقع بعد مُضي العمر. وهنا في هذه المنطقة ما بين 60 حتى 85 يدرك أنه كان في خيال؛ إذ الواقع العملي أوقفه عن هذا التنوع.
ولكن المشكلة هنا أن بعضاً من هذا النوع قد يعتقد أنه مظلوم ومهضوم الحق، وقد يجره هذا إلى الإساءة إلى الآخرين لكن بطرق مختلفة.
وقد وقفتُ على بعض الأسباب التي أفرزت مثل هذا وذلك، مثل:
1 - قسوة التربية.
2 - شدة الفقر.
3 - القراءة المتنوعة غير المنضبطة.
4 - قصور العقل عن فهم أساسيات الحياة.
5 - إرادة ذيوع الصيت.
6 - ضعف فهم حقائق الكون. ومثل هذا قد يلحد.
7 - انفلات العاطفة من رباط العقل.
8 - الشعور بالعظمة، وأنه لن يحاسَب على قول أو فعل.
وفي حالات كثيرة أثناء الجلسات القضائية الخاصة أو النفسية وجدتُ أن تنوع الشخصية يكون قد بلغ درجة عالية من التقمص؛ إذ أجد أنني مجبر، وأجد أنه لا بد من تصديق من أمامي بحسب شخصيته، لكن يتبيّن لي بعد أن أتلاعب به طبيًّا أنه ذو شخصية أخرى غير الظاهرة؛ فأسايره حتى يتبين له أنني قد أدركت باطنه كما أنني قد أدركت ظاهره.
وليس أيسر أبداً من أن تكون كما أنت على سجيتك. صدقني هذا هو العلاج.