د. سلطان سعد القحطاني
كثير من الأندية الأدبية بدأت بنشاطات ثقافية معروفة عند الجميع من متابعي الشأن الثقافي، وكان يقوم عليها عدد من كبار المثقفين والإداريين أصحاب التجارب الثقافية والتعليمية، مثل الشيخ علي العبادي، والشيخ المليص وأبي عبد الرحمن ابن عقيل، وعبدالله بن إدريس، عبد الرحمن العبيد، ومحمد حسن عواد، التنويري المبكر، وصاحب الموقف الذي لم تغيره تلك الظروف كما غيرت غيره، وأبي مدين، وغيرهم، وهم معروفون في الوسط الثقافي والتربوي. وكان بعض الشباب ينعتون أولئك بالعجزة، ووالله ما كانوا كذلك. وظن بعض الناس أن أولئك المتفيقهين سيأتون بما لا يستطعه الأوائل!!!، لكن عندما تولوا زمام تلك الأندية انشقت عوراتهم، إلا قليلاً منهم، ولا أعمم، ونفى بعضهم حسنات أسلافهم الكرام، وهذه منتهى العقوق الثقافي، فهل أكمل أحد منهم مسيرة سلفه الكريم، لم نجد ذلك، بل أن الأندية تلك خوت على عروشها، ولا أتردد في ذكر من يعمل حسب طاقته، مثل نادي الأحساء الأدبي، ونادي الرياض، ونادي القصيم، ونادي الباحة، ونادي مكة، وبعضها عبء ثقيل على وزارة الثقافة، بل إن بعضها لم يسجل ملتقى واحداً في حياته التي تساوي مماته المبكر، ولن أذكرها تعففاً عن ذكرها، ونادي جدة الثقافة يحمد له وفاؤه لشيوخه (العجزة في نظر الفاشلين) حيث سار الدكتور عبد المحسن القحطاني على خط أبي مدين الذي أكمل مسيرة العواد، ثم سارت الإدارة على خط القحطاني وأبي مدين والعواد، ليكمل من سيأتي إرث الآباء، وهذه من وجهة نظري سنة الحياة الحقيقية، بعكس (كلما جاءت أمة لعنت أختها) فتحية لمن يحفظ حقوق الآخرين ويعترف بأفضلهم.