فهد بن جليد
من الذهانة والدهاء والخبرة التي يتمتع بها مُحدثكم - بحمد الله وتوفيقه - تركه هذه الأيام لملابس شتوية وصيفية في (شنطة السيارة)، بحكم أن الجو يختلف ويتغير من ساعة إلى أخرى، تماماً مثلما تتغير توقعات خبراء الطقس المتضاربة بين إطلال (الزائر القطبي) وانكفائه، ولي تجربة قديمة - حدثتكم عنها هنا في 11 ديسمبر 2013 - عندما كنتُ في زيارة لبيروت، والناس هناك تروج لمخاوف عاصفة (أليكسا) الثلجية، محذرين أن الدنيا (بدها تشتتي) غير شكل على طريقة (الزائر القطبي)، فالصحف والتقارير التلفزيونية تتحدث وتحلل انخفاض درجات الحرارة المتوقع، مما يعني ترقب موجة ثلوج وبرودة قارسة لا تتماشى معها تدابير ومحتويات شنطة ملابس (رجل صحراوي) مثل حكايتي.
فوراً قرَّرت الذهاب مع أقرب (تاكسي)، قلت له وأسناني (تتراقص) من البرد الذي لم يصل بعد: دخلك فيني روح عالسوق؟ (الشوفير) أجابني: ما فيني معلم! بيقولوا فيه عاصفة ثلجية عالطريق، بس ما فِّي مَشكل إذا بدك تدفع (مية أمريكاني)، بالطبع دفعت (المية) ومثلها اثنتين في السوق من أجل معطف فرو (ثعلب اسكتلندي)، تم صيده أواخر ديسمبر العام الماضي، عندما كان يترقب خراف المراعي لينهب منها واحداً أو اثنين، مما يدل على تحمله (البرودة) على ذمة البائع، وكان يجب تصديقه لأنَّ العاصفة على الأبواب.
عندما عدتُ إلى الفندق قال لي صديقي اللبناني بوجه (بارد وساخر) يشبه العاصفة الثلجية المرتقبة (لشو تعذب حالك هيك مسيو فهد)؟ أجبته: العاصفة قادمة يا رجل، الحق عمرك! فقال: حبيبي (رُوق) نحن معوَّدين على (هايدا الشو) كل سنة في الإعلام والشارع.. لحتى الناس بتاكل عيش، (ستي) كانت بتقول الثلج بيصل لحد (هون) بلبنان، والدنيا ما بها شي، الجو لم يبرد بعد، وقد تصدق التحذيرات الجوية وقد لا تصدق، لكن الأكيد أن صديقي أقنعني بأنَّه سيجد (زبون للجاكيت) بأقل من (نصف سعره) الذي اشتريته به، على اعتبار أن سعره مبالغ فيه من الأساس، أنا الآن أكتب مقالي فيما أنتظر (المبلغ) من صاحبي الذي ارتدى المعطف خوفاً من برودة الجو وهو خارج من الفندق، وأضحك في الوقت نفسه بسبب ما قرأته في صحيفة محلية، حول قصة الطالب الفرنسي (أنطونيو ديبلي) الذي كسب آلاف الدولارات من تغليف (هواء مدينته) وبيعه على الناس بشكل (مُعلَّب)، وهو ما يقوم به بعض المُتنبئين بالأحوال الجوية.
وعلى دروب الخير نلتقي.