«الجزيرة» - واس:
سجَّل الدكتور محمد زين العابدين استشاري الأطفال حديثي الولادة بمستشفى قوى الأمن بالرياض إنجازًا طبيًا عالميًا يتمثل باكتشافه جينًا وراثيًا في جسد الإنسان بمسمى (SCYL2)، يتسبب في وجود تشوهات خلقية في الأطفال حديثي الولادة، ويتمثل باعوجاج المفاصل الخلقي المتعدد، يمنعهم من الحركة، حيث اعترفت الجمعية العالمية للأمراض الوراثية (OMIM) بهذا الإنجاز ليسجل باسم «متلازمة زين». وبدأت تفاصيل هذا الاكتشاف الذي يسجل لأول مرة على مستوى العالم طبيًا، حين حضر زوجان «بينهما صلة قرابة» إلى المستشفى لمتابعة حالة طفلهما الذي يعاني من إعوجاج في القدمين والمفاصل يمنعه من الحركة، حيث يعد ثاني طفل لهما لديه الأعراض نفسها. وقام الدكتور محمد زين العابدين وفريق عمله الطبي في مستشفى قوى الأمن بالرياض بعمل الفحوصات الطبية اللازمة للطفل، وأخذ عينات من الدم التي تم إرسالها لمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، والبحث في الدراسات السابقة حول هذا الجين المورث، حيث تبين أن هذا الجين يؤدي إلى المرض نفسه لدى فئران التجارب. من جانبه، علّق الدكتور محمد زين العابدين عن هذا الموضوع بقوله: «هذه أول حالة يتم اكتشافها في البشر، حيث كان هناك شك بوجود عامل وراثي لدى الزوجين ساهم في وجود أطفال يعانون من هذه الحالة المرضية، وبمساعدة فريق طبي متكامل في العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة بالمستشفى وعدد من الأطباء وصلنا -ولله الحمد- لأسباب هذه الحالة التي تسبب بها جين مورث في جينات الزوج والزوجة اللذين تجمعهما صلة قرابة». وتابع: «أن زواج الأقارب قد يتسبب في إنجاب أطفال مصابين بهذا المرض بنسبة تبلغ 25 % كونها صفة وراثية متنحية، وهي نسبة عالية بلا شك تجعل من إجراء الفحوصات الجينية ضرورة لابد منها خصوصًا إذا كان الزوجان تجمعهما صلة قرابة». مؤكداً أن زواج الأقارب يؤدي إلى العديد من الأمراض الوراثية ومنها هذا المرض، مطالبًا بضرورة أخذ الاستشارات الوراثية. وقدّم الدكتور زين العابدين شكره وتقديره لإدارة المستشفى وعلى رأسها العميد سليمان الداود مدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن بالرياض، والإدارة الطبية على دعمهم المستمر في مجال تطوير الأبحاث والاكتشافات الطبية، وقال: «نحظى -ولله الحمد- ببيئة عملية علمية على أعلى مستوى من المعايير، تسهم بصفة مستمرة في تطوير الأبحاث ومتابعة إنجازها؛ بما يسهم في تقديم راية صحية متقدمة، وعكس الصورة المميزة لكوادر المستشفى محليًا وعالميًا»، ولمركز الأبحاث الجينية والوراثية برئاسة البروفسور فوزان الكريع.