د. خيرية السقاف
هل بك مرت هذه النماذج:
من يكذب في الحديث عنك، وأنت تجلس أمام عينيه..
من يأخذ من رأيك، ويسنده إليه..
من يضفي عليك من أفضاله، ولا فضل له بقطرة في بحرك..
من يعدك في كل موقف، ولا يفي لك في أي موقف..
من يجاهر بصوته حين تكون أنت المتحدث ليطمس صوتك..
من يفرد ذراعيه كي يحجب حضورك..
من يسبقك إلى الطبق، ويلتهم أفضل ما فيه..
من يبتسم لك، ويلمزك في ظهرك..
من لا يرضيه نجاحك، ولا يشاركك أفراحك..
من ينكر عليك حقك، ويتبارى في الإساءة إليك..
ومن.. ومن... وما يكون من نظرائهم..
وهل بك أيضاً مرت هذه النماذج:
من يرتدي ثوباً فضفاضاً أوسع من نحوله،
من يعيش في حال ليست في قدراته..
من يركب موجاً لا يخبر السباحة فيه..
من يزاحم أقواماً ليس من شاكلتهم..
من يحسن تصميم الأقنعة وارتداءها..
من يتقن نظم الأقاويل، وتلميعها..
من يحمل معولاً وينقض به أبنية غيره!.....
إن كنت قابلت هذه النماذج من البشر..
فكيف تعايشت معها؟.....
أو كيف ستنجو منها؟!....
فهل تعيد تدوير شريط ذاكرتك، وتصغي، تستعيد، وتتذكر؟!..
لكنهم حولك يدورون، وفي دربك ينتشرون..
وإنهم الذين لا تسعد بهم الحياة أبداً..