ميسون أبو بكر
صور تعذيب الأطفال من قبل الخادمات والتي تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي بين وقت وآخر مؤلمة جدا ومخيفة، والخافي أعظم، حيث هذا فقط ما ينشر ولا نعلم عن الذي تمارسه الخادمات أو السائقين -فترة غيابنا أو انشغالنا- بأبنائنا أو كبار السن بسبب عدم استطاعتهم عن التحدث والتعبير والإفصاح.
قبل عامين تقريبا سمح للمرأة بقيادة السيارة، وكان المتوقع أن يُستغنى عن عدد كبير من السائقين في المملكة، فلطالما طالبنا كنساء بهذا الحق لأسباب عديدة منها العبء المادي والمشاكل المترتبة عن السائقين وخطر وجودهم معنا تحت سقف واحد، وبالرغم من حصول عدد كبير من السيدات على رخص السياقة إلا أنني ألاحظ استمرار وجود السائق لدى عدد من العائلات، وأتساءل لماذا؟!! فقد تجاوزنا وقت ترتيب أوراقنا والتأقلم على عدم وجوده، والمرأة قادرة على إدارة مشاويرها وأمورها كما هي المؤتمنة على أطفالها، وعدد من السيدات كرسن أنفسهن سابقًا لمرافقة السائق مع أطفالهن لعدم السماح له بالاختلاء بهم من باب زيادة الاطمئنان والحرص؛ فمن الطبيعي أن تقوم بالقيادة اليوم وتوصيل أبنائها للمدارس ومشاوير أخرى كانت هي في السابق تقوم بدور السائق الخفي فيها.
وإن تطرقنا للخادمات المنزليات فحدث ولا حرج، فالعديد من البيوت لازال يستخدم أكثر من خادمة بمسمى عاملة ومربية وطباخة، ولكي لا أغفل الجانب الإيجابي فإني أريد الإشارة إلى عدد من الأسر استغنت استغناءاً كاملاً عن وجودهن ساعدها وجود الخادمات بالساعة وتواجدهن مدربات لدى مكاتب العمالة، كما تعاون الأسرة وبراعة بناتنا في فن الطبخ وإعداد الحلوى والاستعانة بالأسر المنتجة مما فتح باب رزق للكثير منهم.
البعض غيّر نمط عيشه بنظام الشقق الطابقية أو فلل أقل مساحة كما فعلت شخصيا وهو نمط أكثر سهولة وتحدثت عنه في مقال سابق تناول الفرص التي أتاحتها وزارة الإسكان وتحدث عنها معالي ماجد الحقيل وعن اتحاد الملاك في هذه المجمعات السكنية التي تعتبر اليوم الأنسب والأكثر مواءمة لإيقاع العصر وهي تحل أزمة وجود طاقم من الخدم داخل المنزل الواحد.
لا أريد هنا عقد مقارنة بين نمط حياتنا والنمط الغربي لأنه سيصعب على أي منا القبول بحياة الغرب الأقل رفاهية وأكثر مشقة، لكن وسائل الحياة السهلة في دول الخليج بشكل خاص، واعتماد أكثرنا على المطاعم والتوصيل المنزلي يخفف عبء جهد الطبخ ونظافة المنزل وبالتالي أعداد الخدم، أضف إلى هذا وجود تطبيق أوبر وكريم وخيارات سيارات حديثة.
أخبرني أحد المسؤولين من الذين يرون المعاناة اليومية للأسر والجرائم التي يتسبب بها هؤلاء؛ أنه بدأ بأسرته واستطاع أن يعيش حياة هادئة ومرتبة بدون الاضطرار للعيش مع خدم تحت سقف واحد ضاربا المثل والقدوة الحسنة كاسرًا المقولة: إنهم شر لا بد منه.