عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) كان أسبوعاً مميزاً لفريق النصر العالمي وهو يبدع ويجندل منافسيه ومتحديه ويحقق فوزين مهمين داخلياً وخارجياً معلناً من خلالهما تحديه لكل الظروف ومنتصراً على كل من حاول زعزعة استقراره وتميزه سواء على مستوى الطرح الإعلامي من خلال بعض البرامج ومواقع التواصل الاجتماعي أو حتى على المستوى الفني وتراجع أداء بعض لاعبيه ناهيك عن استمرار الإصابات وضعف الكادر الطبي للفريق والذي أثبت فشله من خلال المدة الطويلة التي يستغرقها كل لاعب مصاب للعودة من جديد حتى لو كانت إصابة بسيطة، ولكن الكبير يظل كبيراً وهذا ما أثبته الفريق النصراوي ولاعبوه الكبار الذين يسجلون الانتصارات واحداً تلو الآخر مسجلين الفوز الثالث عشر على التوالي في مختلف المسابقات دون تسجيل أي خسارة، والأميز أن ثقافة الفوز ولا غير الفوز هي السمة والصفة التي أشعلت اللاعبين وكوادرهم الإدارية، فرغم تخلف الفريق في النتيجة وحتى لأوقات حرجة إلا أنه يعود ويضرب وينتصر، لقد قلب نتيجة لقائه أمام الشباب خلال 12 دقيقة فقط من خسارة بهدفين للفوز بأربعة وكذلك أمام فريق العين الإماراتي آسيوياً حيث كان العالمي متأخراً بهدف ليعود ويفوز بهدفين، والغريب في الأمر أن الفريق بكامله لا يبدع ويتميز إلا الشوط الثاني وهذا غالباً ما يحدث فالدخول في أجواء اللقاء وكشف كل فريق للآخر والتفاعل وردة الفعل كلها لا تتجاوز من ربع ساعة إلى 20 دقيقة إلا أن الفريق النصراوي لا يدخل لاعبوه الأجواء والإثارة والحسم إلا في آخر 20 دقيقة من اللقاء وهذا لا شك أمر مقلق وقد لا يسعفك الوقت لتجاوزه والحسم مثلما حدث في لقائي ضمك والفتح اللذين خسر من خلالهما 4 نقاط كانت كفيلة بأن يكون متصدراً، وفي هذه الحالات تقع المسئولية كاملة على الجهازين الفني والإداري لتهيئة اللاعبين وزرع الثقة أكثر داخلهم وإشعارهم بأهمية وحساسية كل لقاء واعتبار كل مباراة أشبه بمباريات الكؤوس بخروج المغلوب والتميز الذي يجب أن يحترم مدرب الفريق من خلاله هو إراحة بعض اللاعبين وخاصة المرهقين ومن شهد مستواهم أداء منخفضاً، وهذه السياسة المتزنة هي من جعلت العالمي يستمر في منافسته على كل البطولات المحلية والقارية، وهذا ما يجب أن يستمر لفريق يقف خلفه جماهير عريضة وكبيرة على المستوى العربي الكبير من المحيط للخليج.
نقاط للتأمل
- يملك فريق النصر كوكبة من النجوم العربية والأجنبية وفي جميع خطوط الفريق وخاصة العمود الفقري والذي يتميز من خلاله اللاعبان بتروس وجوليانو إضافة إلى اللاعبين المحليين المتميزين الخيبري والدوسري وتكمن مشكلة الفريق في العمق الدفاعي وعدم الاستقرار على عناصر محددة ولو أنني اعتقد أن مايكون وعبدالإله العمري الأفضل محلياً وعبدالله مادو وعبدالإله العمري خارجياً ولا بأس من أن يكون البقية احتياط وخاصة الماس الذي يجب أن يراجع مستوياته قبل أن يجد نفسه خارج أسوار النادي.
- بعد ما فشلت بعض الحملات الوهمية على بعض لاعبي النصر والتي حاول البعض غرسها وتعزيزها من تجاوزات ومخاشنات وتمثيل بدأت حملات أخرى لضرب علاقة العالمي ببعض الأندية متناسين أن الرياضة منافسة شريفة ومحببة للنفس وتجمع ولا تفرق ويجب أن تقوي أواصل المحبة والأخوة في المجتمعات وتضيف مزيداً من المحبة والتقارب وهذا تحديداً ما يجب أن يسود المجتمع الرياضي إلا أن التعصب المقيت والمذموم وتواجد أشخاص لا يدركون ولا يعون خطورة بعض التصرفات ولكن الأمل قائم على إيقاف كل متجاوز ومخطئ وإبعاده عن الوسط الرياضي بكامله.
- من يصدق أن فريق الاتحاد وصل لربع النهائي لكأس الملك محمد السادس عربياً بـ5 مدربين وقد يدخل موسوعة جينس كأول فريق يقوده 5 مدربين خلال أشهر قليلة، فبعد المدرب سييرا الذي أشرف عليه في دور 32 تولى العبدلي في دور 16 ثم تولى تين كات في دور الـ8 ذهاباً ثم إياباً المدرب بيتر هامبرغ وأخيراً فابيو كاريلي دور الـ4، وأتمنى أن يتوقف عند هذا الحد وإلا ستكون الأمور أكثر تعقيداً وأكثر علامات استفهام يصعب فهمها وحلها.
- غداً السبت سيكون جولات مهمة ومفصلية للمتصدر والوصيف وقد تتغير كراسي اللعبة وسلم الترتيب فالجولة التاسعة عشر والتي انطلقت أمس الخميس وتستكمل اليوم وغداً وكل الأنظار تترقب لقاءي الهلال والاتحاد ثم الحزم والنصر وخاصة من قبل جماهير الأهلي والوحدة والتي تأمل بتعثرهما وفوز فرقها لتدخل معترك الصدارة وقبل الحسم بإحدى عشر جولة متبقية، والفرصة ما زالت متاحة على الأقل للأربعة الموجودين في سلم الترتيب، ويبقى للإثارة متسع لنستمتع بدوري كبير ومثير وقوي ومميز ويحمل اسما غاليا علينا وفي قلب كل مواطن.
خاتمة
اكسب قلوب الآخرين بطيب الكلام وجميل الاهتمام وصدق الالتزام وحسن المعاملة وتذكر دائماً أن انتصارك بالصمت خيراً من انحدارك بالرد.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.