صالح الهويريني
نجحت الفرق السعودية الأربعة (الهلال - الأهلي - النصر - التعاون) في تحقيق العلامة الكاملة (12 نقطة) من خلال مبارياتها في الجولة الثانية من دوري أبطال آسيا 2020م - لكن يبقى فوز التعاون برأيي هو الأقوى وهو الذي يفرض علينا أيضاً أن نتوقف عنده إعجاباً وتقديراً، لأن التعاون حديث عهد بالمشاركات الآسيوية (هذه هي ثاني مشاركة له على مر تاريخه).. ولأنه أيضاً كفريق يمر بحالة عدم استقرار فنية وعناصرية.. (هذا أولاً).
- أما ثانياً (وهذا هو الأهم) فلأن فوز التعاون كان على حساب أحد الفرق المرشحة لتحقيق آسيوية 2020م (الدحيل القطري) المدجج بالنجوم الخبيرة والذي تبلغ قيمة عقد كل نجم منهم ملايين الدولارات.. أما انتصارات الهلال والأهلي والنصر فقد كانت غير مستبعدة ولأنها في النهاية تندرج تحت ما يسمى في عداد الطبيعي.. ومبروك للوطن الانتصارات الأربعة.
- عندما يفوز الهلال حتى لو كان في منافسة خارجية دأب (ذاك الإعلامي المحتقن) على التشكيك في فوزه (مرة الفريق المقابل ضعيف.. ومرة فاز بالتحكيم.. ومرات ما تدري وش يبي).. وليته يتوقف عند ذلك بل دأب أيضاً حتى على الاعتراض على أي ثناء يطول الهلال وينصفه من غير الهلاليين وعلى غرار ما حدث منه يوم الاثنين الماضي بعد فوزه على فريق شباب أهلي دبي الإماراتي إلى درجة أنني أصبحت أشعر ومن جراء ذلك أن امتعاضه من أي انتصار للهلال يفوق فرحته بفوز فريقه المفضل.. (باختصار) الهلال أتعبه!!
- في كل مباراة يتجلى فيها قوميز (تهديفياً) لابد أن أتذكر وقتها بعض المباريات الحاسمة.. والبطولات التي خسرها الهلال وكان هو الأحق بها وتحديداً في مواسم قليلة ماضية، ولكنه خسرها لأنه من خلالها كان يعتمد على (أنصاف هدافين).. استفادوا من الهلال أكثر مما استفاد منهم.
- (حقيقة) بالأرقام والبطولات والإنجازات النصر لا يعد منافساً للهلال.. نعم هكذا يقول التاريخ.. (باختصار) الهلال يتفوق على النصر في كل شيء يتعلق بالمستطيل الأخضر.. وما عدا ذلك فهو كلام إنشائي لا يمكن أن يحجب الحقيقة.
الآسيوية صعبة قوية
- لا يمكن لأي رياضي عاقل ومدرك أن يصدق (يهضم) أن آسيوية 2020م ليست هدفاً مهماً للنصر، لأن النصر في الوقت الراهن (عناصرياً) يملك جيل كروي عالي الجودة، وإذا لم تكن البطولة الآسيوية الحالية هدفاً مهماً وهو الذين يملك هذا الجيل الأميز له في العقود الثلاثة الماضية فمتى إذن ستكون هذه البطولة هدفاً مهماً له..؟
- ولكن يبدو أن الترويج لكذبة أن (آسيوية 2020م) ليست هدفاً مهماً له في هذا الموسم ربما بدافع الرغبة في تخفيف مقدار الضغوطات النفسية التي يعيشها نجومه وتزايد حجمها عليهم بعد حصول الهلال على (آسيوية 2019م) لا سيما وأنه لم يسبق للنصر وعلى مر تاريخه أن حقق هذه البطولة وبات من المؤكد أنه يسعى لتحقيقها.
- هل هاجم رئيس الشباب خالد البلطان النصر قبل مباراة الفريقين الأخيرة؟ وهل أخطأ بحق النصر؟.. لا لم يهاجم.. ولم يخطئ!!.. كل ما قاله هو أنه طالب بحقوق فريقه (تقسيم المدرجات) حسب النظام.. ولكن يبدو أنها تصفية حسابات سابقة مع أبو الوليد.
- حتى المترجم (كان خجلان) ولم يدلِ بالترجمة الحقيقية والكاملة لهجوم لاعب النصر بيتروس على خالد البلطان لأنه يدرك أن اللاعب أخطأ في هجومه وتدخل في شأن لا يعنيه وليس من اختصاصه.
- حديث الرئيس التنفيذي لنادي الشباب (خليف الهويشان) صحيح أنه كان عبارة عن ردة فعل لإساءات طالت فريقه.. ولكن هذا لا يمنع من أن نقول إن حديثه جاء على طريقة (معالجة الخطأ.. بخطأ آخر).. يا سادة نحن لسنا في غابة القوي يأكل الضعيف.. فهناك أنظمة وقوانين تطبق على الجميع وتكفل لكل ذي حق أن يأخذ حقه.
- أن تفرح لفوز فريق (غير فريقك) على فريق آخر فهذا طبيعي ومن حقك ولن يدور حوله أي استغراب.. ولكن (الكارثة) أن تفرح لفوز هذا الفريق أو ذاك (على فريق آخر) رغم أن فوزه لا يخدم مصلحة فريقك.
- إذا كان سبب إصرار إدارة الاتفاق بقيادة خالد الدبل على استمرار (خالد العطوي) مدرباً لفريقها رغم نتائجه الضعيفة ولأنها تريد أن تصنع من العطوي (خليل زياني آخر) فهي غلطانة لأن الظروف اختلفت وأصبحت أصعب.. ولأن الزياني كمدرب وطني لا يمكن أن يتكرر.
خاتمة:
اللهم أحفظ السعودية من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. ووفق خادم الحرمين وولي عهده الأمين واحفظهما وانصرهما على من عادانا.. اللهم أنصر جنودنا في حدود بلادنا.. واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين وصل اللهم وسلم على خير البشر نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.