الرياض - خاص بـ«الجزيرة»:
أكد تربويان أن الإسلام ينهى عن كل ما يؤثر على العقل ويعطل دوره عن التفكير والإبداع، والشريعة الإسلامية حينما حرمت المخدرات نظراً لما فيها من أضرار فادحة، وأخطار بادية؛ وباعتبارها سموم قاتلة مذهبة للعقل، ومصادمة للدين الآمر بمنع كل ضار بالفرد والمجتمع. وشددا التربويان على ضرورة مواصلة الحملات الميدانية والتوعية المكثفة لمواجهة هذا الخطر الكبير الذي يقضي على الحرث والنسل.
ضمور العقل
يقول الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالأحساء: كنت قبل زمن وقفت عن كثب حول أضرار المخدرات بكافة أنواعها؛ فأدركت حينئذٍ عن رحمة الإسلام بالإنسان، وأن الإنسان مخلوق له عقل يدرك الخير من الشر إذا ابتعد عن مايعوق ذلك، والله سبحانه أكرم الإنسان: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} فهل المخدرات ترفع من قدر الإنسان، إنها تجعله كالحيوان فاقد العقل والأهلية المعتبرة، وبالتالي هو عكس المراد من الخلق؛ ولذا بين الإسلام الحلال من الحرام ووضع العقوبات الصارمة التي تحد من انتشار هذه الآفة؛ فقضى بقتل المروج فمثله مثل المفسد في الأرض: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ}.. الآية، وهذا هو حكم الإسلام وعليه سارت هذه الدولة الراشدة (المملكة العربية السعودية )، وما الحملات التي تقوم بها إلا حماية لمن يعيش على أرضها، والبعض من يربط علاج الأمراض النفسية بالمخدرات ظناً منه أنها هي العلاج ولايعلم ماتسببه المخدرات من ضمور للعقل وانتحار وقضاء على النوع الإنساني كل ذلك بسبب حفنة من المال وهو الضياع للمجتمع بعامة.
الخطباء والمرشدون
وبين الدكتور عبدالله بن محمد المطرود المرشد الطلابي، وإمام مسجد فهد المرشد بالرياض: أن الإسلام طلب من الخيرين والغيورين خاصة العلماء والدعاة والخطباء والمعلمين والمرشدين وجميع المسئولين عن المجتمع (أهله وشبابه) أن يتحملوا مسئوليتهم تجاه توعية مجتمعهم أفراداً وأسراً وجماعات وتحذيرهم من هذا العدو المشتت للطاقات والمضيع للمال والمدمر بفعل الإدمان للأفكار المجتمعية المفيدة والمستورد للقلق والتدمير للمجتمع وبنيته الأسرية، ومن هنا كان لابد من أن يتولى الخطباء منابرهم بالنصيحة والتحذير، وأن يتولى الدعاة دروسهم ومواعظهم بحث الناس على التعاون لدرء هذا الخطر وطلب تعاونهم مع أجهزة الدولة، وأن يتولى المرشدون وقاية الشباب وبيان خطر المخدرات بأنواعها وحسن اختيار الأصدقاء وأن الوطن بحاجة لهم.
وشدد المطرود بالقول: على الجميع اليقظة وحراسة الثغور والحدود وتزويد الأمة بالوقاية الكاملة في بيان مضار المخدرات وسوء عواقبها على الفرد والأسرة والمال والمجتمع فالوقاية خير من العلاج وتذكيرهم بموقف الشرع المطهر من المحافظة على الضرورات الخمس، وبيان عاقبة قتل النفس، وعقوبة الإفساد في الأرض، وجلب الضرر وتخريب المجتمع، والتحذير من مساعدة لصوص القلوب الذين خطرهم أشد من لصوص الجيوب قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقال: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، وقال: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(لا ضرر ولا ضرار)، وقد نهى رسول الله عن كل مسكر ومفتر.