صلاة مَن صلى وفي ثيابه نجاسة لم يتذكرها إلا بعد الصلاة
* شخص أصابت ثيابَه نجاسةٌ ونسيها، وصلَّى بها الظهر والعصر والمغرب، ثم تذكَّر تلك النجاسة، ماذا عليه؟
- إذا أصابت الثوبَ أو بدنَ المصلي نجاسةٌ ثم جهلها أو نسيها، فعند الحنابلة يُعيد، ولكن الصواب أنه لا إعادة عليه؛ لأنه كما قرر أهل العلم في القاعدة: أن النسيان يُنزِّل الموجود منزلة المعدوم، قال الله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286].
الاهتمام الزائد بالادخار للمستقبل
* ما حكم الاهتمام الزائد بالادخار للمستقبل من الأموال والمعايش؟ وهل هذا ينافي التوكل؟
-ثبت أن النبي -عليه الصلاة والسلام- يدَّخِر قوت سنة لأهله من مال خيبر [البخاري: 5357]، ومع ذلك يمر الهلال والثاني والثالث ولم توقَد في بيته نار، فمع كونه يدَّخِر من الحنطة ومن التمر لا يعني أنه يتوسع في أنواع الأطعمة واللباس، فعيشه -عليه الصلاة والسلام- معروف، كما ذكرنا في الحديث الذي فيه أنه يمر الهلال والثاني والثالث، ثلاثة أهلة في شهرين لم يوقد في بيته نار [البخاري: 6459] وهو أكرم الخلق على الله، فالادخار لما يكفي لمدة سنة لا مانع منه، وهذا لا ينافي التوكل؛ لثبوته عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، والنبي -عليه الصلاة والسلام- جاء عنه: «ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهبا، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئًا أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا» عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه [البخاري: 6444]، -عليه الصلاة والسلام- {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، والله المستعان.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء