علي الصحن
ما يحدث من قبل بعض الإعلاميين في البرامج الرياضية أمر محزن، ويدل على أن الإعلام الرياضي قد وصل إلى مرحلة ما عادت تنفع معها المسكنات، ولا محاولات الترقيع، وأن البتر والقضاء على المشكلة من جذورها هو الحل الوحيد للحفاظ على ما تبقى من هيبة وقيمة الإعلام الرياضي، لا سيما المشاهد منه وهو أس المشكلة دون شك.
دعك هنا من التعصب الممقوت والإقصائية المرفوضة، ومحاولة فرض رأي أحادي لا يقبل الجدل، ودعك أيضاً من مصادرة حقوق الآخرين والتقليل من مكتسباتهم، ودعك من ضعف أسلوب بعض الضيوف وفقرهم المعلوماتي وتدني القيمة المضافة التي يقدمونها للبرامج، وتجاهل أيضاً تاريخ بعض الضيوف ومبررات استضافتهم، وهل هم إعلاميون مهرة بحق، يجيدون تقويس الحرف واقتناص المعلومة وصياغة الجملة واختيار الزاوية المناسبة لالتقاط الخبر وتحليل الرأي.
أقول دعك من ذلك كله، فلو صنعت من غربال ووضعت فيه جملة الضيوف لقل عديدهم بالتأكيد.
اليوم نحن أمام أمور مختلفة.. ضيوف يقدمون للمشاهدين خلافات ثنائية تحوي عبارات غير مقبولة، وضيوف يقدمون مفردات (هزيلة شاذة) يستحي الرجل من الاستماع إليها، فكيف به إذا كان محاطاً بأبنائه؟ واليوم نحن أمام ضيوف تمارس التضليل بشكل منفر، حتى نصوص القانون لم تسلم منه، وضيوف ليس لديهم بضاعة إلا الصراخ لدرجة أنك تسمعهم حتى و(المايك) مقفل عنهم، وضيوف يقدمون معلومات مضروبة على أنها حقائق يراهنون عليها ويستدلون بها، ثم لا تلبث أن تتحول إلى طرف لا يكف حتى أصدقائهم عن تداولها (!!!!).
شخصياً ما زلت عند رأيي القديم بضرورة إجراء اختبار مهني لجميع الإعلاميين، وبالذات من يتصدرون البرامج المشاهدة والمسموعة، اختبار يكشف القدرات الحقيقية لكل شخص، وهل هو إعلامي حقيقي أم جاءت به العلاقات وتقاطع الميول إلى المهنة، كما تتم تحديد من هو الإعلامي ومن هو الفني... إلخ، أما تقديم الشرفي السابق والإداري والمدرب وصديق المعد كإعلاميين فذاك أمر غير مقبول بالكلية، وهو ما أنتج معظم ما نشاهده كل مساء، وهنا أقول ارجعوا إلى ما يكتبه بعضهم في منصة تويتر -حيث لا مراجعة لغوية ولا مكتب صياغة- وستدركون ضعف إمكاناتهم, ومحدودية قدراتهم، وأن التعصب فقط هو من ساهم في ترويج بضاعتهم الكاسدة.
- كتبت في هذه الزاوية -بتاريخ 13-09-2007- وعندما نسق الهلاليون حارسهم الشاب (آنذاك) عبدالله المعيوف:
«أتوقع أن يحقق الحارس الشاب عبدالله المعيوف نجاحات لافتة مع أي فريق يلتحق به مستقبلاً.. وأن يندم الهلاليون كثيراً على التفريط به!!» ولم يخب توقعي وها هو المعيوف اليوم يقدم نفسه كواحد من أفضل الحراس في القارة.
- من حق الاتحاديين الغضب بعد الخسارة من الهلال (وهي العاشرة لفريقهم في الدوري) ومن حقهم إصدار البيانات والحديث عن اللقطات وما يعجبهم منها وما يرونه مناسباً لتعزيز رأيهم، لكن هذا في النهاية لن يجبر أحداً على تصديق ما يقولون، ولن يغير من واقع فريقهم ومركزه المتأخر شيئاً، لقد كان على الاتحاديين عدم الدخول في جدليات تحدث عنها المتخصصون بإسهاب وأيدوا ما ذهب إليه طاقم التحكيم بشأنها، والتفرغ لفريقهم حتى لا يقع في المحذور فقد ذهب ثلثا الدوري وجمهوره ينتظر عودة الانتصارات والتقدم للأمام وليس إصدار البيانات فقط.