د. خيرية السقاف
هو الداء ديدنه أن يتسلل في الخفاء..
أن يندس في النسيج..
أن يختبئ في الأعطاف..
أن يهجع في الذرات..
وأن حين يتمكن, ينقض كانقضاض رصاص عدو..
على حين غرة لا يرحم, ما لم يُحذَر, فيواجَه..
هو الداء, كجيش مضاد حين يهجم فله قوته..
وله سلاحه, ودروعه..
وحين يتمكن, ينتشر..
يتنقل كالطاووس, يفرد أجنحته متباهياً بسطوته, ويأتي حيث يصل..
وحين يفتك بواحد من البشر, أو النبات, والحيوان, ليس كمن يفتك بأكثر,
حين يمشي, يطير, وينزل, يسكن ويستقر, ويهيئ قواه وينطلق, ويغدو وباءً, ووبالا..
هنا, يكون محك الاختبار..
اختبار الإنسان..
فبأي قوة يمكنه أن يحذو في أثره, بحيلة أمكن, وبسلاح مضاد أفتك؟!
الإنسان بلا شك ذو عقل, وسلطان علم..
وهما أجدر ما فيه, وأمكن ما سيأتي الوباء من بين يديه ليرديه..
ترى لو «كوفيد19» وهو ينتشر, يتنقَّل, ويحتل, ينزل ويفتك له لسان ينطق, وحس يشعر,
ولغة غير لغته يحدِّث بها, ما سيقول للإنسان في عصر ثورته الصناعية, والعلمية,
والتقنية, وقبضته على المسافات, والمساحات في حيز شاشة أضيق من أصغر جزيئة فيه؟!..