د. عبدالرحمن الشلاش
مع إطلالة شهر مارس أشرقت شمس الربيع لتنشر عبر أشعتها الذهبية بشائر فصل جميل يحل على عنيزة ليفي بكل الوعود، وبموسم مختلف عن كل المواسم، فبين أزهار الربيع والكتاب لحظات باذخة بين غذاء الفكر والترويح عن النفس. لم يترك المنظمون لمعرض الكتاب ومهرجان الربيع في عنيزة أية تفاصيل تفقد الحدثين المتعة المنتظرة بشغف يتجاوز حدود الزمان والمكان.
عنيزة أنشودة جميلة على شفاه أبنائها وبناتها, وقصة عشق أهل عنيزة لمدينتهم الجميلة ترويها أجيال مضت، وستبقى كثير من التفاصيل لترويها أجيال اليوم والغد لذلك ليس غريبا أن تجد ذلك التسابق اللافت من أهلها للتطوع لخدمتها ولا شيء يهم سوى تحقيق النجاح الذي يسجل لعنيزة. زرت كثيرا من المهرجانات في عنيزة وفي كل زيارة تتأكد لي قدرة أهل عنيزة على التنظيم والتفوق.
9 رجب الموافق 4 مارس انطلقت تظاهرة ثقافية وترويحية كبرى شهدتها محافظة عنيزة حيث افتتح سمو أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز معرض القصيم للكتاب في عنيزة بمشاركة 150 دار نشر و15 جامعة وكلية على مستوى المملكة، ومشاركة جهات حكومية في مقدمتها أمارة المنطقة وأمن الدولة، إضافة إلى أمسيات ثقافية متنوعة وبموضوعات مميزة عن الأمن الفكري وتنمية مهارة القراءة، وأمسية شعرية، وأمسيات أخرى عن المؤلفين الشباب ومجلس الشورى خلال ربع قرن ومؤشرات التطرف الفكري وجمعية عنيزة للخدمات الإنسانية ووسائل التواصل الاجتماعي والجرائم المعلوماتية والصحة والمنافسات الثقافية الطلابية في فن الإلقاء والعروض المسرحية وأعذب النشيد والتحرير والخط العربي وقراءة في كتاب، وسيتم تكريم شخصيات ثقافية معروفة.
في نفس المكان ولضمان متعة أكبر انطلق في نفس التوقيت مهرجان ألوان الربيع الرابع والذي حقق نجاحات مشهودة في السنوات الثلاث الماضية وشهد إقبالاً كبيراً من الزوار من داخل وخارج محافظة عنيزة كونه يأتي متزامنا مع فصل الربيع بنسماته المنعشة وسط أجواء زراعية تزيد من فرص النجاح.
عنيزة ربيع وكتاب عنوان لفعاليات ممتدة لعشرة أيام قادمة تحمل وعودا أكيدة بالمتعة والفائدة بين غذاء الفكر وترويح النفس، ومؤشرات بأن هذا العام سيأتي مختلفا على عنيزة من كل السنوات التي مضت حين تشهد الفعاليات حضوراً كبيراً من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، وما يؤكد هذا التوقع الجهود الكبيرة وغير العادية المبذولة من فرق العمل وبإشراف مباشر من سعادة محافظ عنيزة الأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم السليم.