د. أحمد الفراج
لم تكن المحطات الانتخابية في ولايتي إيوا ونيوهامشير شيئاً يريد أن يتذكره المرشح الديمقراطي، جوزيف بايدن، فقد كان أداؤه سيئاً للغاية، وخصوصاً أنه لم ينهزم من شخصيات سياسية ذات عيار ثقيل، بل من اليساري برني ساندرز، ومن الشاب بيت بوتيجيج، الذي انسحب من السباق، وقد تحسَّن أداؤه قليلاً في ولاية نيفادا، عندما حصد المركز الثاني، ثم أخيرًا فاز في المحطة الرابعة، ولاية جنوب كارولينا، كما توقّعت في المقال الماضي، وكان فوزه كبيرًا ومهمًا، كبيرًا لأنه فاز بفارق شاسع عن منافسيه، ومهماً لأن نتائج هذه الولاية تلقي بظلالها على المحطات الانتخابية القادمة، بداية من انتخابات يوم أمس الأول، أي الثلاثاء الكبير، حيث صوّتت 14 ولاية ومقاطعة واحدة، ضمنها ولاية كاليفورنيا المهمة، ولا شك أن الناخبين السود كان لهم دور كبير في فوز بايدن بولاية جنوب كارولينا، فهم أهم الشرائح فيها، ومن المعلوم أن صوت السود أصبح مؤثرًا في الانتخابات الأمريكية عموماً، فما بالك بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، الحزب الذي ينتمي له معظم السود.
جوزيف بايدن فرح بشكل هستيري بفوزه بولاية جنوب كارولينا، لأنه جاء بعد إخفاقات غير متوقّعة، ورغم أن الفوز بهذه الولاية يعطي مؤشراً لما بعدها، إلا أن عليه أن يتذكَّر أن شريحة الناخبين السود هي التي زفّته في تلك الولاية، وبالتالي عليه أن يبذل الكثير من الجهد، ليقنع الشرائح الأخرى، خصوصاً شريحة الشباب التي يجذبها خصمه برني ساندرز، ولا ننسى الصوت النسائي، الذي ينجذب لأطروحات ساندرز أيضاً، فمحطات الثلاثاء الكبير وما بعدها تشكِّل كل شرائح الناخبين، وحتى شريحة الناخبين السود قد لا تنجذب لبايدن كما حصل في ولاية جنوب كارولينا، التي لعب فيها دعم ابن الولاية، السياسي الأسود وعضو مجلس النواب، جيمس كليبرن، دوراً كبيراً في فوزه، والمؤكد هو أن بايدن يتلقى الدعم الكامل من الحزب ومن وسائل الإعلام الكبرى، كما تلقى أموالاً طائلة، وبقي دوره هو، فهل يا ترى تكون انتخابات يوم الثلاثاء الكبير هي البداية الفعلية لانطلاقته الحقيقية، أم يخذله الناخبون مرة أخرى؟ وسنواصل الحديث!