شريفة الشملان
كورونا الوباء الكبير الذي يجتاح العالم الآن، قبلها مر العالم بمصائب كبرى ليس أولها الجدري ولا آخرها الإنفلونزا الإسبانية وغيرها الكثير ما دام هناك بشر وهناك حياة مهما كان نوعها هناك مرض وهناك تقاتل من أجل الحياة، كم اختفت من العالم كائنات عرفنا عنها عبر الحفريات ومن الآثار التي تركوها. تتطور الحياة ويتطور العلم وتتطور معه وسائل الموت والفناء والمرض.
مع أن هناك موت آخر يسعى له الإنسان بنفسه، وأكبرها الحروب واختراع أدوات مدمرة للحياة والقاضية على وسائلها ومن أكبرها تخريب الأرض والماء، لو فتحت جرح الحروب علي لما عرفت كيف أكمل مقالي.
الكورونا تجتاح العالم والكل ينادي ويحض على النظافة في البدن والبيوت والمرافق العامة، المرافق العامة هنا بيت القصيد الذي يفتح بابه ولا بد من التأكد صباح مساء على نظافته. خاصة في التجمعات والمنافذ والأسواق والحدائق العامة والطرق السريعة.
هذه لا نستطيع منع الناس من ارتيادها وربما لن نستطيع أن نجبر الناس على البقاء في بيوتهم حتى تنقشع الغمة. لكننا نستطيع فرض النظافة والتعقيم في كل وقت ومكان.
أقيم بالشرقية وأسوأ المرافق الصحية في أجمل الأماكن، الواجهة البحرية حيث يفتح البحر ذراعيه وحيث تنتشر المساحات الخضراء مد النظر، تجد الثيل الأخضر الجميل يشاركه في المساحة قشور المكسرات وخاصة أنواع الحبوب حب القرع والحج.
شيء جيد أن تتمتع الأسر بطلعتها ولكن الأحسن أن تترك المكان نظيفا وصالحا لاستعمال غيرها، أما المرافق الصحية فحدث وأنت تتحرج من الوضع المزري سواء النظافة أم سوء استخدم المياه أضف لذلك الصيانة المعدومة. فأنفك لابد أن يكون مغلقا وأرجلك ارفع ما استطعت ثيابك. ناهيك عن خطر الانزلاق وخطر الكسر وخاصة للأطفال. إنه ناقل للعدوى وبامتياز كبير. ومثل الواجهة البحرية نجد الجزيرة الجميلة جزيرة المرجان بملويتها واستدارتها داخل البحر والمكان الجميل لمرسى السفن الصغيرة حيث تقوم بجولة حول الخليج. المتعة الجميلة والترفيه يحتاج لمرافق نظيفة وألعاب أطفال متوفرة وأمينة. بالقرب من ملاعب الأطفال تجد المرافق الصحية والتي لا يوجد بها مرفق للصغار بوضع أشد إهمالا من الواجهة ناهيك عن الرائحة التي تملأ أماكن الألعاب.
الأمر أكبر في الطرق الطويلة وخاصة بين الدمام والرياض المرافق شيء لا يمكن تخيله، وهذه الطرق تعتبر واجهة لنا أمام أهلنا في الكويت والبحرين حيث يمرها كل من قدم بالسيارة سواء للحج والعمرة أو مجرد سياحة مما يجعلنا بحرج أمامهم.
سبق أن تم تنظيفها وصيانتها لكن سرعان ما عادت لوضع سيئ جدا بحيث لا يجد أغلب المسافرين مفرا من استعمال الفضاء أنظف وأفضل من حيث الطهارة في أوقات الصلاة.
ليس عيبا أن نعرف القصور ونتلافاه لكن العيب أن نتركه يكبر ويسبب لنا مشاكل نحن في غنى عنها.
الإنسان لا يعرف قيمة الشيء إلا إذا دفع من جيبه والجهة المسئولة تعرف كيف تجد ميزانية لأعمال الإنشاءات الجديدة والصيانة وأيضا للمكملات من صابون وأدوات التعقيم بالإضافة للغطاء فأما أن يتم عمل أبواب مقفلة لا تفتح إلا بوضع ريال فيها أو يتم الأمر على أصحاب تلك المحطات وهي المستفيد من الركاب المسافرين سواء التزود بالوقود أو بالشراء من المحلات هناك فتعمل على تنظيفها وتعقيمها ويا حبذا لو عملت المرافق من التي تنظف نفسها بذاتها كما في أغلب الفنادق والأسواق المركزية ويفضل لو تغلف نفسها بذاتها.
الصحة مرتبطة بعمل البلدية والبلدية مرتبطة بميزانيتها ومراقبيها. ويجب أن تكون هناك نقاط تميز من عدمه للمراقب المشرف وللبلدية التي تعود لها تلك المرافق العامة..
والقول الفصل في ذلك لوزارة الصحة أولاً وأخيرًا فكلما توفرت وسائل النظافة تقلص زوار مستوصفات ومستشفيات وزارة الصحة خاصة في أوقات الأوبئة. وكفانا الله جميعا شر الوباء.
أخيرًا بقيت في حنجرتي كلمة كالموس. كيف مرق حامل العدوى القادم من إيران من منفذ حدودنا مع البحرين أولا. وثانيا ألم يدخل البحرين من مطارها وبجوازه السعودي. فكيف مر أيضا على رجال حدود البحرين، إنه وقت لا يمكن التساهل به..
اللهم رحمتك وعفوك وعافيتك ولا عذر للمتساهلين..