زكية إبراهيم الحجي
يتمتع الإعلام بأهمية خاصة كوسيلة من وسائل تنفيذ السياسة الخارجية للدول الكبرى وبشكل يتناسب وحجم مصالحها على الصعيد الدولي وتعاظُم دورها وتأثيرها في السياسة على الساحة الدولية فالعلاقة بين الإعلام والسياسة علاقة متلازمة ووثيقة ومتغيرة إذ إن هذه العلاقة ترتبط بالتحولات والتغيرات التي تحدث في كليهما وفي جوانب مختلفة.. وأي تغير في سياسة دولة معينة نشهد أبعاد وتأثير ذلك التغير واضحا في المسار الإعلامي لهذه الدولة من حيث إعادة صياغة الكثير من مبادئها السياسية وأفكارها وقراراتها
لقد أضحى الإعلام إحدى الأدوات الفعالة في تنفيذ السياسة الداخلية والخارجية للدول في عصر يشهد صراع الإيديولوجيات وإخفاء الحقائق وبروز المصالح والمتغيرات السياسية وما يتمخض عنها من صراعات متعددة تتمحور حول التفوق والسيطرة وتحجيم الآخر..والتحديات التي تعترضها لذلك نجد أن كثيراً من دول العالم المتقدمة تُولي اهتماماً بالغاً بالقوة الناعمة المتمثلة في الإعلام الخارجي الذي ينبع من لغة العلاقة الوثيقة ما بينه وبين السياسة الخارجية لكل دولة ويبتعد كلياً عن لغة العواطف والانفعالات.
وفي ظل التطور الهائل لإمكانات وسائل الإعلام التقليدية والجديدة وتزايد تنوعها وتداخلها..وفي ظل النقلة النوعية والتغيرات المتسارعة التي تشهدها المملكة العربية السعودية بالتزامن مع رؤية 2030 وبحكم مكانتها الإسلامية والاقتصادية والسياسية المتميزة بين دول العالم وما تحويه من إرث ثقافي وتراث تاريخي أكسبها تنوعاً تمتزج فيه الأصالة بالحداثة ما جعل كل من يزورها ينبهر بهذه القفزة السريعة نحو تطور غير مسبوق.. لكن في ظل ذلك كله يبقى سؤال يتيم ولطالما طُرِح ولا زالت علامات الاستفهام تلاحقه من آنٍ لآخروتظل علامات الاستفهام تلاحق السؤال اليتيم.. أين دور إعلامنا الخارجي من تسليط الضوء على إنجازات المملكة المتتالية ونقل واقعها بصورة تعكس لشعوب العالم مدى التطور الذي تعيشه بلادنا هذا من جهة، أما من جهة أخرى وهو في اعتقادي بالغ الأهمية فالجميع يعلم كيف تكرس الجهات المعادية جلَّ منصاتها الإعلامية لمحاربة المملكة العربية السعودية..والتطاول على قيادتها وشعبها.. ونشر الشائعات والأكاذيب بهدف تضليل الرأي العام العالمي..وهنا يبرز السؤال اليتيم.. أين دور إعلامنا الخارجي؟ من مواجهة الإعلام المعادي والتصدي للحملات المشبوهة والمؤامرات الشرسة التي يشنها الإعلام القطري والتركي والإيراني ضد بلادنا.. أليس ذلك يستدعي من المسؤولين في وزارة الإعلام مراجعة جادة وشاملة لأداء الإعلام الخارجي كي يؤدي دوره بما يلائم التعاطي مع أي إعلام معادٍ يُسخر منصاته وأذرعه الإعلامية لمهاجمة المملكة العربية السعودية..كلنا أمل في معالي وزير الإعلام المكلف الأستاذ ماجد القصبي.