د عبدالله بن أحمد الفيفي
«أُحِبُّكِ».. أَحْرُفًا إِنْ أَمْحَلَتْ مَغْنَى،
فحُبِّيْ : كُلُّ ما في الكَوْنِ مِنْ مَعْنَى!
ولَوْ لَيْلًا بِكَرْمِكِ طَافَ بِيْ كَرْبـيْ،
تَنَفَّسَ مِنْ ضَمِيْرِ الشَّمْسِ لِيْ دَنَّا
ولَوْ أَنِّيْ مَسَسْتُ بِمَائِهِ مَوْتِيْ
لَأَثـْمَرَ قَلْبُهُ بِالشِّعْـرِ أو غَنِّى
وما حُسْنُ اللُّغَاتِ الرَّاحِ أَحْيَاني
ولكِنْ حُسْنُ مَنْ تَسْتَمْطِرُ الحُسْنَا!
* * *
يَقُوْلُ النَّاسُ: ما لِفَتَاكِ؟ إِذْ أَشْدُوْ..
أَسِحْـرٌ مَسَّـهُ؟ أَمْ هَلْ تُرَى جُـنَّا؟
أَمَا كَانَ الجِـبَالَ المُطْرِقَاتِ نُـهًى؟
أَمَا كَانَ الحِجَى والحَـزْمَ والحِصْنَا؟
وهَـلْ يَـدْرِيْ سُؤَالٌ إِذْ يُسَائِلُهَا
هَوَى مَنْ تَسْكُنُ الشِّرْيَانَ والإِنْسَانَ والذِّهْنَا؟
فَـتَاةٌ ، ما تَوَافَـيْـنَا، تُعاطِيْنِيْ
كُؤُوْسَ الحُلْمِ والمُسْتَقْبَلَ الأَجْنَى؟
ولَـوْ أَنَّ الغِـنَاءَ اشْتامَ بَرْقَيْهَا،
لَأَرسَـلَ كُلَّ جَارِحَةٍ لَهـَا غُصْنَا
ولَـوَّنَ نَـبْرَ صَوْتِيْ جَـمْرَ خَدَّيْها
و لَاثَمَ مِنْ تَرانِـيْمِ اللَّمَى لَحْـنَا!
* * *
فَمَنْ تِلْكُمْ؟ وما هذِي القَصِيْدَةُ؟ لا
تَسَـلْ ما لا جَـوَابَ لَهُ ، وإِنْ ظَـنَّا
فما إِنْ أَفْـتَـحُ المَعْـنَى على المَعْنَى،
يَدُورُ النُّـوْرُ في سَمْعِ الدُّجَى أُذْنـَا
كَمَنْ أَحْبَـبْتُ لا قَـبْـلًا، ولا بَعْدًا،
ولا مِثْـلًا ، ولا نَعْـتًـا ، ولا تُكْنَى
هِـيَ اللُّغَـةُ الَّـتي لم يَنْطِقِ الرَّاوِيْ
بِها يَـوْمًا ، ولم يُعْرِبْ لَهَا مَـتْـنَا
لَها حَـدَّانِ: مِنْ شَفَتِيْ إلى (شَامِيْ)،
ومِنْ (يَمَنِـيْ) إلى دَمِ مُهْجَتِيْ الأَقْـنَا
ومَهْمَا مُـنِّـيَـتْ عَيْـنِيْ مِنَ الدُّنْيَا،
هِيَ الدُّنْـيَا وعَيْنِيْ والمُـنَى الأَدْنَى!
* * *
تَـمَاوَجُ بَيْنَ أَضْلاعِيْ، ولا تَـنْسَى،
أُوَارَ الأَرْضِ في مُسْتَأْنـَفِ المَـبْنَى
وتَذْكُـرُ كُـلَّ أَسْفَارِيْ وأَشْعَـارِيْ
وتَكْتُبُ في صَفَا نَـبْضِيْ الخُـطَا مُزْنَا
سأَرْسُـمُ بِاسْمِهَـا يَوْمًا أُوَارِيْـهِ ..
يُوارِيْنِيْ .. لِكَيْ يَـسْتَـلْـئِمَ الكَوْنَا
غَـدًا تَسْرِيْ بِأَنـْبَائِـيْ سَـرَايَاهَا..
أَلَا يَـسْـتَبْطِئُ الأَنـْبـَاءَ مَنْ حَنَّا؟!
* * *
أَجَلْ، إِنِّـيْ «أُحِبُّكِ».. رَايَتِيْ قَلْبِيْ،
وقَـلْبِيْ ما على مَغْـزَاهُ مُسْتَثْنَى!