خالد بن حمد المالك
تحوَّلت الرياض في سنوات قليلة إلى درة المدن العربية، بشوارعها، وأنفاقها، وجسورها، وأرصفتها، وإنارتها، وأحيائها، ونمط العمران فيها، وتخطيطها، وهندستها، ونظافتها، والمساحات الخضراء فيها، وكل هذا تم بفضل رؤية الملك سلمان، وحدبه عليها، حين كان أميرًا لمنطقة الرياض، فقد كان يشرف بنفسه على مشروعاتها، ويتابع شخصيًا كل مراحل التنفيذ فيها، بما جعل الرياض بكل هذا البهاء والجمال الذي نراه.
* *
لكن لكي يكتمل هذا الزين، ويزيد هذا الجمال، وتكون مبهجة بصريًا في عيون سكانها وزائريها بأكثر مما هي عليه الآن، فلا بد من لمسات إضافية، وتحسينات جديدة، تعزِّز بها قيمتها ومقامها ومكانتها بين عواصم العالم، وترسم بها صورة أخاذة وناطقة ومعبرة عن هذا الجمال الذي يخلدها في العقول والأذهان، ويبقيها في ذواكر الجميع عاصمة محببة ومريحة وجاذبة لكل من يريد أن يعيش باستمتاع وراحة فيها.
* *
فالرياض تحتاج - فيما تحتاجه - إلى مجسمات معبِّرة وناطقة عن تاريخ المدينة، بل وتاريخ المملكة، بحكم أنها العاصمة، وأن يكون لكل مجسم دلالاته التاريخية، وقصته التي تُروى عن سنوات شهدت فيها الرياض ملاحم من البطولات، والإنجازات، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، باتساع مساحاتها، وتأصيل شخصيتها، بما لا يمكن أن يصدق أحد أن هذا تم في غضون نصف قرن بالتمام والكمال.
* *
وعاصمة المملكة - الرياض -، وهي المدينة الصحراوية الساحرة تحتاج - فيما تحتاجه - لتكتمل زينتها كعروس في قلب جزيرة العرب على امتداد مساحتها، إلى نوافير وشلالات مائية، تتوزَّع في الميادين، وبين الشوارع، وفي الأماكن المرئية، بأشكالها وألوانها الزاهية، وهي ومثلها المجسمات لا تكلِّف كثيرًا، لكنها عند تنفيذها، سوف تكون الرياض جاذبة ومغرية أكثر ليتوقف العابرون أمام كل مجسم، وعند كل نافورة بأشكالها وألوانها المختلفة.
* *
ومن بين ما هو ملاحظ أيضًا لجوء أمانة مدينة الرياض إلى منع نمو الأشجار في الشوارع، وتعمد جعل علوها منخفضًا، بسبب الإمعان والمبالغة في قصها منعًا لتكاثر أغصانها، والحد من ارتفاعاتها، وهي سياسة لا مبرر لها، إلا أن يكون الغرض من ذلك أن العناية بالأشجار كلما كانت عالية، وكثيفة، وذات أغصان كثيرة، تكون خدمتها مكلِّفة ومتعبة، وهو مبرر غير مقبول، إذا ما قُورن ذلك، بقيمة الشجرة وأهميتها مع تمددها لتكون جاذبة لاستقطاب الناس، ومحققة للهدف من زراعتها.
* *
وهناك ما هو أهم، وأعني به إعادة النظر من جديد بدراسة ما سبق أن كُتب عنه، حول إمكانية إيجاد بحيرة اصطناعية في الرياض، بإمدادها من مياه الخليج، فهذه الفكرة جذابة، وحديث لدى دول أخرى، ولو نُفذت، فسوف تزيد من جمال الرياض، وترطِّب أجواء المدينة، وتخلق فرصًا اقتصادية، وينمو العمران على ضفافها، وأماكن الترفيه حولها، بل وسوف تعطي سكان الرياض وزائريها فرصًا أكثر للاستمتاع بأجواء خلاَّبة ومنعشة، ومع رؤية المملكة 2030 والحراك الذي يجري الآن في عاصمة المملكة، يفترض أن يدفع بهذه الفكرة إلى الواجهة، فلعل هذا يتحقق لتلبس الرياض بذلك أجمل زينتها، وتكون واجهة ومتعة وقبلة سياحية للناس في الداخل والخارج.