علي الخزيم
من يتعود الإنجازات ويألفها وتعيش معه جنباً إلى جنب بمسيرة حياته؛ فهو كمن اعتاد النعم فلا يشعر بها لاستمرائه رغد العيش فلا يكاد يستذكر هذه النعم إلَّا قليلاً حينما يعترضه مُنَبِّه عابر؛ ثم يعود للاستمتاع بالنعيم بما يُنسيه الأسباب والجهود الكبيرة التي تُبذل بتوفيق الله سبحانه لتحقيق ما به من رغد ورفاهية، فالمواطن والمقيم بمملكة العز والعزم والحزم -ولله الحمد- اعتاد معايشة الإنجاز تلو الإنجاز بمقاييس عالمية هي محل فخر القيادة السعودية والشعب الوفي بصفة عامة.
ومن متابعة قريبة أجد حولي مثالاً لامعاً يمكن أن يكون قدوة للإدارة الناجحة المتفانية لتحقيق معدلات من النجاحات والإنجازات الباهرة ترتقي لتطلعات ولاة الأمر -أيَّدهم الله- لخدمة المواطن والمقيم بتيسير أرقي الخدمات وأجودها على المستوى العالمي؛ ذلكم هو ما دأب مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض على تحقيقه باطّراد يسابق به مؤسسات ومراكز عالمية متقدِّمة باختصاصه بطب العيون، بل إنه حاز شهادات وجوائز دولية بهذا المجال، وحقق مستويات عالية التفوق بالتقييم الدولي؛ كما حاز الأولوية عدة مرات على مستوى الشرق الأوسط، فكما قيل: النجاح يولِّد النجاح ويتبعه الفلاح.
وكمواطن يسعده تلقي أخبار الإنجازات السعودية فقد لفت انتباهي خبر على العزيزة (صحيفة الجزيرة) بأن المستشفى فاز بثلاث جوائز للتميز بتجربة المريض (إحسان) التي أطلقتها وزارة الصحة وسلَّم معالي الوزير الدكتور الربيعة الأسبوع الماضي الجوائز بحفل أُقيم لهذه المناسبة، فقد فاز الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الراجحي الرئيس التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بجائزة القائد الأكثر تأثيراً بمجال دعم تجربة المريض بوزارة الصحة، وحصل المستشفى على جائزة (أفضل مشروع تحسين) لقاء تطويره وتنظيمه الرحلة العلاجية لمرضى الطوارئ إلكترونياً، كما حصل المستشفى على جائزة (أعلى تقييم لبرنامج قياس تجربة المريض) في الرحلة العلاجية لجراحات اليوم الواحد لتحقيقه أعلى معدل رضا لهذه المشروع الصحي المميز، وجاء فوز الدكتور الراجحي نتيجة لدوره القيادي ودعمه المستمر لتحسين تجربة المريض ومبادراته المستمرة للرفع من مستوى الرضا للمرضى والمراجعين بالتزامه المتواصل بتنفيذ وقيادة الجولات الميدانية داخل المستشفى وما نتج عنها من جملة المشروعات التحسينية المميزة بهذا الشأن، ونتيجة لهذه الجهود والخدمات والمشاريع التحسينية حصل المستشفى على تقييم إيجابي متصاعد من قبل المرضى من خلال برنامج قياس تجربة المريض التابع لوزارة الصحة، ما خَوَّل المستشفى للحصول على أعلى تقييم بين كافة القطاعات والتجمعات الصحية والمستشفيات وفروعها؛ نظراً لتكامل الخدمات المقدمة وفقاً لأعلى المعايير العالمية وتطبيق أحدث التقنيات الإلكترونية لرفع مستوى كفاءة الخدمات واختصار الوقت وتيسير الخدمات.
إن كان هذا رصدي المتواضع غير المتخصص؛ فكيف بالعيون الخبيرة المتمرسة؟! والمراكز والصروح الطبية العالمية ومراكز البحوث المتابعة لمثل هذه الإنجازات بمملكتنا الغالية، ألسنا الأجدر بالمبادرة للإشادة بها دون انتظار من يهدي الإشادة لنا؟ ومع أننا لا نغفل شهاداتهم وإطراءهم فإننا - بمملكة العز والعزم - بالتأكيد ممن يلازمهم التفوق ولا يتحدثون عن إنجازاتهم!