د. عبدالرحمن الشلاش
فيروس كورونا الذي اضطر حكومة المملكة العربية السعودية إلى اتخاذ إجراءات احترازية متتابعة انتهت بإقامة مباريات الكرة دون جماهير وأخيرًا تعليق الدراسة أثبتت الجهات المختصة أنه قد انتقل إلى بلادنا -حماها الله من كل شر - عن طريق بعض السعوديين القادمين من إيران، وأن تزايد الحالات بصورة مطردة وخلال أيام معدودة كان تزامناً مع عودة سعوديين كانوا قد غادروا إلى إيران في وقت سابق لدواع دينية وزيارة لمزارات في مدينتي قم ومشهد الإيرانيتين.
دولة مثل إيران ليست معنية بتوفير الاحتياطات الصحية لمواطنيها والذين لهم حق في ذلك، وإنما مشغولة بتنفيذ أجندات خارجية تقوم على دعم المليشيات والجماعات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتصدير الأذية للدول التي تناصبها العداء وفي مقدمتها السعودية. الداخل الإيراني يعاني من الفقر والبطالة والتشرّد، وفوق ذلك يعاني الفرد الإيراني من تدني الخدمات الصحية ووجود بيئات قذرة حاضنة للأوبئة حتى إن كثيراً من الفنادق وأماكن السكن متهالكة جداً و لا يتوافر فيها ولا الحد الأدنى من الاشتراطات الصحية حتى أساليب توعية المواطنين بدائية جداً وقد شاهدت مقطع فيديو لسيارة وانيت صغيرة وقد ركب فيه ميكرفون يدور في الأحياء وعبر الشوارع لتحذير الناس من الخروج إلى الشوارع أو الميادين العامة خوفاً من انتشار العدوى بينما الدول الأخرى ومنها المملكة العربية السعودية تعتمد على أحدث وسائل التواصل لنشر التوعية على مدار الثانية وبأحدث التقنيات وكأنما ينطبق على من تعودوا في الذهاب لبلاد الفرس قول الله تعالى: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}. هذه مشكلة العقول المؤدلجة والتي تتبع دون وعي الضالين المضلين.
طبيعي أن تصل العدوى من بلد غير صحي ومتخلف في كل مناحي الحياة، لكن غير الطبيعي والذي طرح تساؤلات كثيرة عن تلك الأجسام الناقلة للفيروس كيف خرجت من بلادها وذهبت إلى دولة عدوه وربما أكثر من مرة ومن سنوات وماذا كانوا يعملون ولماذا يتجهون لدولة معادية؟ وجاءت هذه الأحداث لتكشفهم ثم أعطت الدولة فرصة للبقية للإفصاح عن وجودهم هناك حرصاً منها على سلامة الجميع دون تفرقة وخوفاً من انتقال الفيروسات وانتشار العدوى من كورونا القادمة من إيران. اللهم احفظ بلادنا من كل سوء ومن كل من يريد بها شراً.